نظم مكتب المجلس الاعلى الاسلامي العراقي في المملكة المتحدة وايرلندا ندوة عن التعايش بين الاديان والمذاهب في العراق تحدث فيها الباحث الدكتور رشيد الخيون وشارك فيها مجموعة من الشخصيات الاكاديمية والنخب العراقية، وعرض في مستهل الندوة قصص من واقع المجتمع العراقي تجسد حالة التعايش بين مختلف الاديان والطوائف والمذاهب في العراق، ومن ثم عرض موجز مختصر عن كتاب الاديان والمذاهب في العراق الذي اصبح مرجعا اكاديميا عن خصوصيات المجتمع العراقي.
وتحدث الدكتور رشيد الخيون عن اصالة العراق في التاريخ ضمن حدوده الجغرافية المعترف بها حاليا، حيث ان المسعودي عرف دولة العراق بانها ارض تحد من اثور(الموصل) شمالا الى ابادان جنوبا، وعرض الخيون ابيات شعرية من الادب الجاهلي تضمنت ابياتها، كلمة العراق ما يدل على الوجود الجغرافي للعراق في ذهن الاقوام العربية ما قبل الاسلام، وفي زمن الخلافة العثمانية كان والي بغداد يعرف عند السلطنة في اسطنبول (بوزير العراق).
وكشف رشيد الخيون عن سلسلة نماذج من التعايش بين طوائف العراق التي تعبر عن الوحدة و الانسجام، فقد اكد المرجع الديني تقي الشيرازي في رسالة له على حماية جميع طوائف العراقيين من مسيحيين ويهود وصائبة وغيرها من اديان، واثر تلك الرسالة قام وفد من شتى علماء الاديان في العراق بزيارة الكاظمية ولقاء الشخصيات الشيعية ومراجع المسلمين من شيعة وسنة لشكرهم على برقية الدعم والحماية لطوائف الاخرى، تبع تلك اللقاءات مشاركة الشعب العراقي اخوانهم المسيحيين في احتفالاتهم وتوزيع الورود و واطلاق الهوسات الوطنية وكان تهتف وتقول عاش العراق، عاشت الوحدة الوطنية.
وتطرق الدكتور رشيد الخيون الى الدور الوطني لبعض الشخصيات اليهودية في زمن الحكم الملكي في حفظ الوحدة الوطنية العراقية واصرارها على التمسك بتراب العراق الذي استمر حتى بعد هجرتهم الى الدول الاوربية.
وقال الباحث والمؤرخ رشيد الخيون انه خلال فترة الهجمات الوهابية على كربلاء والنجف، اجتمعت المراجع السنية في التكية الخالدية ببغداد للاعلان عن دعمهم لاخوانهم الشيعة والمشاركة معهم في حماية العتبات المقدسة.
وتطرق الخيون الى دور مرجعية الامام السيد محسن الحكيم (رض) في القضاء على الطائفية وذلك حين اصدر مقولته الشهيرة انه حين يكون النظام من اعلى سلطة فيه الى اقل مسؤول شيعيا فهذا نظام طائفي في نظري.
وكشف خيون ان بعد 2003 حدثت لقاءات عديدة بين مختلف مراجع الدين ولعل اهمها لقاء المرجع السيستاني مع علماء الصابئة الذي وصف في الصحافة العراقية بانه لقاء تميز بترحاب حار من المرجع السيستاني لوفد علماء الصابئة، وتابع الخيون ان لقاءات اخرى جرت بين بطرياك المسيحيين والمرجعية وكذلك زيارات لعلماء دين عراقيين الى كنائس منها زيارة سماحة السيد عمار الحكيم الى كنسية مريم العذراء ومشاركة المسيحيين احتفالاتهم.
وعرض الدكتور رشيد الخيون مجموعة من الصور التي توثق لمختلف الاديان والطوائف من حاخامات اليهود العراقيين الى القساوسة العراقيين وعلماء الدين الصابئة،و زعماء الايزدية ومعابدهم وكذلك مجموعة من الصور لطرق الصوفية وتاريخ المرجعية الدينية في النجف الاشرف.
واختتم رشيد الخيون ندوته بقوله ان تاريخ الاحداث تثبت ان هناك انسجام اجتماعي وديني بين مختلف الاديان والطوائف العراقية ولكن السياسة فرقت النسيج الاجتماعي وجعلته مؤدلجا.