موظف من اصول لاتينية في الخارجية الاميركية عن غير قصد واحدا من اخطر
التقارير عن قناة ( العربية ) وصحيفة ( الشرق الاوسط ) يتضمن معلومات هامة
كانت مصنفة على درجة عالية من السرية . التقرير تم اعداده على عهد وزير
الخارجية الاميركي السابق كولن باول وقدم اليه ثم تم اختصاره وتقديمه الى
وزيرة الخارجية الحالية كوندليزا رايس .من بين ماورد في التقرير الذي يصنف
على درجة عالية من السرية مايلي ( نشير هنا الى مقتطفات فقط ) :
(أن المشاهد العربي عموما يظن أن هدف
العربية هو منافسة قناة الجزيرة والدعاية لسياسة المملكة السعودية
والحقيقة ورغم أن مواجهة ومنافسة الجزيرة سياسة استراتيجية متبعة لدى
العربية إلا أن الهدف الأساسي يتجاوز علاقة القناتين والدولتين إلى هدفين
أساسيين : أولهما تحسين صورة اميركا في العالم العربي ( رغم وجود بعض
التقارير والأخبار التي تظهر عكس ذلك بهدف التغطية ) واهم وسيلة غير
مباشرة لتحقيق هذا الهدف هو تمجيد المبادئ والنماذج والقيم الاميركية
والغربية أما الهدف الثاني فهو تشويه صورة الإسلام ( رغم بعض التقارير
والأخبار التي تظهر عكس ذلك وأيضا بهدف التغطية ) واهم وسيلة غير مباشرة
لتحقيق هذا الهدف هو مهاجمة الثوابت والتيارات والرموز والأفكار الإسلامية
الوسطية ومحاولة خلط المفاهيم والأحكام وجعل كل اصل إسلامي قابل للمناقشة
والتغيير تدريجيا بجانب كم هائل من البرامج التحريرية المتدرجة الموجودة
في المجموعة الذكية بشكل عام) .ومما
جاء في التقرير بشان ( العربية ) ودورها في حشد التعبئة الجماهيرية خلال
الانتخابات مايلي : (• جاء في التقرير الأخير أن العربية كانت رائدة في
نقل أحداث العنف في العراق ولكن بعيون اميركية : *التقليل نسبيا من مشاهد
وأخبار المدنيين العراقيين المصابين اثر الهجمات الاميركية . *التقليل من
مشاهد وأخبار وأثار الهجمات التي تقوم بها المقاومة العراقية ضد قوات
التحالف لإبقاء الروح المعنوية عالية لدى مؤيدي الاحتلال . * تضخيم أخبار
إصابة المدنيين العراقيين من آثار عمليات المقاومة لإثارة الحنق والكراهية
ضد الفئات المقاومة . * والتضخيم من عمليات الجيش الاميركي وأثرها ضد
المقاومة في محاولة لهزيمة المقاومة معنويا ويكتفى كمثل على ذلك الاستشهاد
بتغطية العربية لمأساة أبو غريب حيث كان الخبر لا يذاع كخبر أساسي في
اليوم الأول بل كان الخبر الثاني أو الثالث حتى مرور 12 ساعة إخبارية حيث
رأى المسئولون في العربية أنهم عكس جميع المحطات العالمية الإخبارية التي
جعلت خبر اكتشاف عمليات تعذيب وإهانة الخبر الأول فاضطرت العربية حينذاك
أن تجعله الخبر الأول .. ولكن عالجت العربية هذه المأساة الاميركية التي
لا يمكن تجاهلها بالتقليل ولو نسبيا منها وأيضا ببث عدة برامج في الأيام
اللاحقة عن أعمال العنف التي مارسها نظام صدام سابقا للتغطية على الفضيحة
الاميركية رغم أن المتابعة والإحصائيات الرقمية كما ونوعا تشير أن صحيفة
الشرق الأوسط كانت أكثر وسيلة إعلام عربية تمجد وتدافع عن صدام وجرائمه
ونظامه حتى تاريخ نشوب الحرب الخليجية الثانية) .ويمضي
التقرير السري الاميركي في الاشادة بدور العربية في واحدة من اهم المسائل
وهي التي تتعلق بمناوئي الفكر الاميركي حيث يورد مايلي (كما يمتدح التقرير
أسلوب التعامل مع الشخصيات المعارضة للفكر الاميركي والغربي بشكل عام سواء
الإسلاميين أو الوطنيين حيث تتجاهل المجموعة وتتجنب إعطائهم مساحة تذكر بل
هناك قائمة لدى المجموعة ( قائمة سوداء ) خصوصا لبعض رجال الدين ممن يسمون
بشيوخ الصحوة في السعودية رغم ظهور بعضهم في القناة الرسمية وقنوات أخرى
مثل المجد .. كما أن هناك قائمة لشخصيات غير خليجية مرفوضة تماما أهمها في
نظر الراشد هو عبد الباري عطوان الذي تعتبر استضافته حسب تعبير الراشد
انتحار مهني.) .ويشيد
التقرير بنجاح العربية وقبلها الشرق الاوسط في التعامل المرن مع الشيعة
ومما يقوله نصا (نجحت المجموعة في التعامل المرن مع الشيعة فرغم أن الراشد
كان يهاجمهم بسبب وبدون سبب سابقا إلا أنهم اليوم هم القيادات الشرعية
المعتدلة والديمقراطية في العراق حيث كانوا ركيزة أساسية في دعم الأجندة
الأميركية بينما لازال النقد المبطن وتصيد الأخطاء من نصيب التيار الصدري
في العراق وحزب الله في لبنان لان اميركا لازالت في نظرهم الشيطان الأكبر)
.كما نجحت العربية
والشرق الاوسط ايضا في ( توجيه المتلقي العربي لمناقشة القضايا الخلافية
التي تطالب الإدارة الاميركية بتغييرها عبر برامج مختلفة تحت ستار حرية
الرأي حيث ناقشت هذه البرامج أصولاً كانت خطوط حمراء سابقا لدى الخليجيين
بل من المسلي أن برنامج في العربية مخصص للتصويت واستطلاع رأي المشاهد
ناقش أمورا لم تكن من أولويات الإدارة الاميركية مثل قضية الهاتف النقال
المزود بكاميرا وغير ذلك من الأمور السطحية( ..ومما
اوصى به التقرير تقديم دعم للعربية مقداره خمسمائة مليون دولار على مدى
خمس سنوات يكون 10 % منه ماديا و90 % منه على شكل مساعدات لوجستية وفنية
واعلانات مدفوعة . اما السبب الذي جعل التقرير يحدد المدة بخمس سنوات
فلانه يرى ان هذا هو العمر الافتراضي للعربية لانها بعد عام 2010 ستفقد
مصداقيتها تماما امام المشاهد العربي .بينما يرى التقرير ان جريدة الشرق
الاوسط سوف تظل قادرة على تادية دورها بعمر اطول من ذلك بكثير دون ان يحدد
الاسباب التي تقف وراء ذلك