مايكروسوفت صداع مزمن فى رأس ياهو
مازال العرض الذي تقدمت به شركة مايكروسوفت للاستحواذ على منافستها ياهو يلقي بظلاله على أروقة شركة ياهو التى بدأت تتخذ خطوات مضادة للحفاظ على كيانها بعيداً عن عالم البورصة والأسهم.
فقد بدأت شركة ياهو حملة جديدة لإقناع كبار مساهميها بأن مجلس إدارتها وكبار مسئوليها يستحقون فرصة في إثبات أنهم اتخذوا قرارا صائبا لرفض عرض الاستحواذ الذي تقدمت به مؤسسة مايكروسوفت عملاق صناعة البرمجيات في العالم ، والذي تبلغ قيمته 47.5 مليار دولار.
وأسفر قرار مجلس إدارة ياهو برفض عرض الاستحواذ عن غضب عدد من حملة أسهم الشركة، الأمر الذي دفع المستثمر الملياردير كارل إيكان إلى الدعوة إلى استبدال مدراء ياهو التسعة، وإعادة إحياء المفاوضات مع مايكروسوفت.
ويحاول إيكان حاليا السيطرة على مجلس إدارة ياهو والإطاحة برئيسها التنفيذي جيري يانج الذي أسسها عندما كان طالبا عام 1994.
وأعدت إدارة ياهو ردا على تلك الخطوات، تمثل في تقرير من 32 صفحة لحملة الأسهم يوضح بالتفصيل النقاط التي تدرسها منذ سحب مايكروسوفت عرضها في الثالث من مايو الماضي.
وبررت مايكروسوفت قرارها بسحب عرض الشراء الذي تقدمت به إلى شركة ياهو بعد نحو ثلاثة أشهر من المفاوضات مع مسئولي الشركة بعدم التوصل إلى اتفاق حول القيمة المالية للصفقة مع ياهو وذلك قبل أن تقدم عرضا جديدا بشراء وحدة إدارة المحرك البحثي لياهو فقط جرى رفضه أيضا.
وحددت ياهو يوم الأول من الشهر المقبل موعدا لعقد الاجتماع السنوي لحملة الأسهم، مع تأهبها لمحاولات إيكان الذي اختار قائمة قوية من أعضاء آخرين لمجلس الإدارة الذين سيحاولون أن يحلوا محل المدراء الحاليين خلال اجتماع الجمعية العمومية السنوية للشركة.
وتتمسك مايكروسوفت بشدة بنجاح هذه الصفقة لأنها بذلك تضرب عصفورين بحجر واحد حيث تسيطر على عالم البحث على الإنترنت من جهة وتتفوق على منافستها جوجل.
إصرار مايكروسوفت دفعها إلى تقديم عرض جديد لشراء ياهو، وقالت الشركة إنها تبحث صفقة بديلة طرحتها على "ياهو" لكنها لم تذكر تفاصيل أخرى.
وقالت مصادر إخبارية إن الشركتين قد يكونان شراكة أو مشروعاً مشتركاً لمنافسة شركة "جوجل" التى تسيطر على سوق البحث على الإنترنت بحصة منفردة تتجاوز حصتى "ياهو" و"مايكروسوفت" معاً.
و قال مصدر مطلع إن "ياهو" تواصل محادثات مع "جوجل" حول إقامة شراكة فى مجال الإعلانات المرتبطة بالبحث على الانترنت وإن من الممكن التوصل لاتفاق هذا الأسبوع.
وقد سحبت "مايكروسوفت" عرضها المقدم منذ ثلاثة شهور لشراء شركة "ياهو" ثاني أكبر محركات البحث على شبكة الإنترنت، رغم زيادة "مايكروسوفت" لعرضها بمقدار 5 مليارات دولار.
وقال ستيف باللمر، الرئيس التنفيذي لـ"مايكروسوفت" في رسالة بعثها بها إلى جيري يانج، كبير المسئولين التنفيذيين لـ"ياهو":" إن مايكروسوفت كانت راغبة في دفع 47.5 مليار دولار لشركة ياهوو أي ما يقرب من 33 دولاراً للسهم. ولكن ياهوو أصرت على أن تدفع مايكروسوفت 53 مليار دولار على الأقل أي نحو 37 دولاراًً للسهم".
وأشار الرئيس التنفيذي لـ"مايكروسوفت" إلى أن الهدف من شراء "مايكروسوفت" لشركة "ياهو" إلي احتواء توسع "جوجل" في مجال الإنترنت.
وفي وقت سابق، أعربت شركة "جوجل" عن قلقها من تأثر حرية تداول المعلومات علي شبكة الإنترنت في حال نجاح مؤسسة "مايكروسوفت" في الاستحواذ علي شركة "ياهو" الأمريكية. والأن ينتهي قلق "جوجل" بسحب "مايكروسوفت" عرضها لشراء "ياهوو".
وبعد إعلان شركة مايكروسوفت رغبتها فى ضم ياهو إلى كنفها بدأت حرب ضارية بينها وبين جوجل التي ظهرت بخطط للعب دور المدمر للعملية حيث اتخذت موقفاً ضد الصفقة، مؤكدة في بيان لها أن العرض العدائي الذي اقترحته مايكروسوفت يمكن أن يشكل مخاطر على المنافسة.
وفي السر قطعت جوجل، التي تنظر إلى الصفقة المحتملة باعتبارها هجوماً مباشراً، شوطاً أبعد عندما قام رئيسها التنفيذي إريك شميدت بإجراء اتصال هاتفي برئيس ياهو جيري يانج عارضاً مساعدة الشركة في إبعاد مايكروسوفت، ربما بصيغة شراكة بين الشركتين وفقا لما قاله مطلعون على المكالمة.
كما بدأت جماعات الضغط التابعة لجوجل في واشنطن التخطيط لكيفية رفع قضية ضد عملية الشراء إلى المشرعين، ويمكن لجوجل أن تستفيد عبر إطالة أمد المراجعة القانونية إلى ما بعد تولي الرئيس المقبل منصبه، كما أن عدداً من مديري جوجل قاموا باتصالات خلال عطلة نهاية الأسبوع مع حلفاء لهم في شركات مثل تايم وارنر، لمعرفة ما إذا كانوا يعتزمون متابعة عرض منافس وكيف يمكنهم المساعدة.
وقد أثار عرض شركة مايكروسوفت شراء محرك البحث ياهو العديد من ردود الفعل المتناقضة، ففي الوقت الذي رأى فيه فريق من الخبراء أن ذلك يعد نصراً للأولى ويخدم المستخدمين، ذهب الفريق الأخر إلى أن عقد هذه الصفقة سوف يضع مايكروسوفت مرة أخرى على طريق الاحتكار التي مازالت الشركة تعاني منه إلى الآن.
والمديرون التنفيذيون في شركات منافسة أقل تفاؤلاً بشأن استراتيجية تقسيم ياهو، وقال مدير في شركة إعلامية كبرى إنه ما من أحد يمكن أن يحصل على سعر يبلغ 44 مليار دولار حتى إذا انقسم إلي عشرة أقسام.
وكانت اجتماعات قد عقدت على مدى يناير الماضي قام مجلس إدارة ياهو بدراسة البدائل التي قد تكون متاحة أمام الشركة بخلاف قبول عرض مايكروسوفت، وتضمن عرض مايكروسوف عندما أعلن أول مرة الأسبوع الماضي علاوة سعرية تزيد 62 في المئة عن مستوى سهم ياهو.