على نافذتي سمعتُ نَقْرَ المطر
يهمسني مولاتي حان وقتُ السهَر
إنزعي عنك ملابس َ الضجَر
الشوق يناديك والريح تصارعُ الشجَر
وذاك الشارعُ الماطرُ من الوَحدة ِ سَئِمَ وانتَحر
شيءٌ يحتلني يستدعي من الأعماق جنون البشر
كل شيء ٍ حولي يستطعم ُ العِشْقَ يتلذذ ُ بالسهَر
الليل يقبلُ القمر , الريحُ تغازِلُ الشجَر
الشمسُ تصادقُ السحَر
وأنا... أنا أبحث ُ خلفَ الأثر
عن رجلٍ سَرَقَه مني القَدَر
ويحاً لذاك النَقرِ اللعين
الذي ذكرني لحظةَ الحنين
مزقَ جروحاً كادت تخِيطُها السنِيْن
وقفت بجوارِ نافذتي وقْفَةَ المساكين
أَحْسِدُها لأن المطَر أوفى من المحبين
إقتربت وفي عيني نظرةُ الحاسدين
فالمطرُ يحِبها حباً لم يعرِفْه المغرمون
حباً ربانيا لم تكتبْه الدواوين
يحاوِرُها بنعومةِ الياسَمِين
ينساب عليها بهمسِ الخاشعين
حبيبي طِفْلتُك باتت ملامح باكية
تجوب ُ الأزقة َ الشاتية
تَلْبَسُ كل شيءٍ
تبحثُ بين السفنِ الراسية
عن رجلٍ له عيون ٌ عاتية
يَسْرِقُ العمرَ
يُبْحِرُ بي إلى جزيرةٍ نائية
حبيبي لِمَ تَرَكْتَنِي أركضُ خلفَ الأمطار
لِمَ لَمْ نُكْمِل معا دربنا والمشوار
فيه جنونٌ عِشْقٌ طربٌ وَجَعٌ وأشعار
نَقَراتُك على تحمِلُ شيئاً من الأسرار
كتلك التي تحمِلُها رائحةُ الأزهار
أو تلك التي يحمِلُها الحب حين ينهار
شيء ٌ يشبِهُ نِضَالَ الأحرار, كحوار ِ النافذةِ والأمطار
أجملُ مافيها أنها ستَبْقى نوراً ونار
أمواجاً في ليلة عشقٍ تحطمت في وجهِ الأحجار
سأَذكُرها إنْ رأيتُك تمزقُ النص وتستبدِلُ الأدوار
وأدْفِنُها إِنْ احتَج الجمهورُ وصفقتِ الأقدار