قرَرت السَفر
قرَرتُ السفر
فكرتُ كثيرا
لكنَما هذا هو قراري الأخير
وطني العزيز ... سأترك الماضي بهِ
وأهاجر أرضاً بها ضاعَ المَسير
لا تحزن يا وطني
لا تحزني يا عصفورتي
لابدّ من هذا المَصير
فالشوقُ يظلمني كثيراً بالقيود
أفكارهُ أودت بتفكيري الجمود
عاداتهُ قادتني للفكر الجحود
ففدوت كالطير الأسير ...
في وطني ؟! ...
أسيادهُ طاغوا على الحدود
يا وطني .. خانكَ حتى الضمير
يا وطني ...
صلبوكَ عرياناً كالمسيح على النهرين
ما بين دجلة والفرات
وعصابة وضعوا على العينين طيناً
كي لا ترى لون الحياة .. !!
حتى النخيل ...
رفض الشهادة عندما كنتَ قتيلْ
من أجل أغراء السيادة
من أجل أن تبقى القيادة
من أجل أن يبقى العراق بأيادي حقيرة
لا بد أن نضحي
لا بد من دَم الفقير
لا بد من دَم عبد أو أسير
كي يحكمو القربان في طقس العبادة
قد قالوا طوبى للضحايا
نالت من الموت الشهادة
يا وطني .. المذبوح من غير سَبب
فلأنك وطن الحضارات
ولأنك مهد العبادات
ولأنهُ البترول أحسن خير قوتٍ للحياة
قتلوك يا وطن السلام
نحروك منبوذاً على عود قصَب
يا وطني المدفون في حزن الشَعَب
وداعاً يا وطني
قررت السفر .. لأبقى
حراً بأفكاري أَسير
أذ أرفض أن أبقى دوماً حقير
أو جائعاً مثلَ الفقير
أو مهدداً وخائفاً وضرير
أو طريقي عسير
وداعاً
يا وطني الذي ستبقى لأمريكا كالأسير