قد يكون فوز المنتخب البرتغالي على ليختنشتاين وديا أول أمس الأربعاء هزيمة في الوقت نفسه لنجم الفريق كريستيانو رونالدو ، الذي لم يشارك في ذلك اللقاء: فوجوده لم يبد ضروريا ، وأصبح على لاعب ريال مدريد الجديد أن يثبت في الفترة المقبلة أنه لاعب لا غنى عنه في صفوف منتخب بلاده.
وانتهزت وسائل الإعلام البرتغالية فرصة تحقيق هذا الفوز والأداء الطيب للفريق للثناء على التطور الذي شهده أداء المنتخب الوطني وإطلاق الهجوم بشكل غير مباشر على لاعب النادي الملكي.
فقد جاء عنوان صحيفة "الأخبار" الشهيرة أمس الخميس "البرتغال تستعيد الابتسامة وتتحرر من رونالدو"، بعد أن أنهى الفريق المباراة 3/ صفر ، دون الحاجة لأكثر من عشر دقائق لتسجيل ثلاثيته عن طريق هوجو ألميدا (هدفين) وراؤول ميريليس.
وترى الصحيفة أن "الانتصار الصريح الذي تحقق في ليختنشتاين أظهر الشكل الجديد وقدم دليلا على وجود حياة خارج مهاجم ريال مدريد".
من جانبها قالت صحيفة "أوجوجو" الرياضية إن "طريقة اللعب الجديدة تريح" المنتخب.
فدون رونالدو لعب المنتخب البرتغالي بطريقة 442 بدلا من طريقته المعتادة 433 ، الأمر الذي وفر لديكو حرية أكبر للإبداع وقدم في الوقت نفسه بعض المساعدة للدفاع.
وترى "الأخبار" أن سيماو سابروسا كان الأكثر استفادة من غياب النجم الأول للمنتخب: "إن قائد الفريق في هذه المباراة (سيماو) خرج من ظل رونالدو الغائب وأظهر كرته الراقية عبر العديد من التمريرات".
ورغم تأكيد جميع وسائل الإعلام على أن منتخب ليختنشتاين لم يكن المنافس القادر على بث الخوف في القلوب ، إلا أنها ذكرت أيضا أن الفريقين تعادلا منذ فترة غير طويلة ، كما أن رابع العالم في ألمانيا 2006 عانى في الآونة الأخيرة من أجل تحقيق الفوز على فرق بمستوى هذا المنافس ، ولم يحقق الانتصار في أغلب الأحيان.
وكان كريستيانو رونالدو وريال مدريد قد أثارا الحنق في لشبونة. فالريال كان قد أعلن في ساعة مبكرة من صباح الاثنين الماضي أن اللاعب سينضم إلى منتخب بلاده ، قبل أن يمنع بعدها بساعات سفر نجمه الأول بسبب "إصابته بالأنفلونزا".
وبدا أن المدير الفني لمنتخب البرتغال كارلوس كيروش ، الذي كان قد تحدث عن "بيان وصل قبل قليل ولم يكن واضحا" فضلا عن وجود "شكوك" لديه ، قد أوضح عدم نيته الاعتماد على نجمه الكبير في الفترة المقبلة.
فعندما سئل عقب نهاية المباراة التي أقيمت في فادوز عاصمة المنافس عن الطريقة التي يمكن أن يلتحق بها رونالدو بطريقة اللعب الجديدة ، جاء رد كيروش قاطعا: "كل ما كان يشغلني في الشوط الثاني كان كيفية تأقلم ناني وإليسيو مع الطريقة الجديدة".
وأبرز المدير الفني أن "التطور كان واضحا" ، مشيرا إلى أن فريقه كان "متألقا" في بعض الأحيان وأن أكثر ما راقه كان "الموقف الجاد" الذي تمثل في حنين وسائل الإعلام والجماهير إلى الماضي القريب.
وانطبقت تلك التصريحات على ما أدلى به رئيس الاتحاد البرتغالي لكرة القدم جيلبرتو مادايل عقب الإعلان عن غياب رونالدو.
فقد اعتبر مادايل أن رونالدو "مجرد فرد بين مجموعة" ، مؤكدا أن على اللاعب إبداء "الرغبة" في العودة إلى المنتخب.
وكان كريستيانو رونالدو قد انضم خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية إلى فريق العاصمة الأسبانية قادما من مانشستر يونايتد الإنجليزي مقابل رقم قياسي وصل إلى 94 مليون يورو ، وبات عليه الآن إثبات جدارته بهذه القيمة.
وسيتحتم على كريستيانو مضاعفة مجهوده ، بعد حصول البرازيلي لييدسون على الجنسية البرتغالية ، وهو ما يعني فتح الباب أمام اللاعب البرازيلي مهاجم سبورتينج لشبونة نحو ارتداء قميص منتخب البرتغال اعتبارا من الشهر المقبل.
وفي الوقت الحالي تجمع وسائل الإعلام والمدير الفني والجماهير على أن المنتخب أبدى أمام ليختنشتاين "قدرا" كبيرا من الثقة.
تلك الثقة كانت ضرورية بعد النتائج والعروض السيئة في الآونة الأخيرة. وقبل المواجهتين الصعبتين أمام الدنمارك والمجر في أيلول/سبتمبر المقبل في إطار التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا.
ويمر رابع كأس العالم الماضية في ألمانيا بموقف معقد للغاية: فبعد مرور ست جولات من أصل عشر ، يبلغ رصيد البرتغاليين تسع نقاط في المركز الثالث للمجموعة الأولى من التصفيات الأوروبية خلف الدنمارك المتصدرة (16 نقطة) والمجر صاحبة المركز الثاني (13 نقطة).