كانَ لأحدِ الملوكِ وزيرٌ حكيمٌ مقربٌ, يصطحبُه معَه في كلِّ مكانٍ.
وكانَ كلَّما أصابَ الملِكَ ما يكدرُه قالَ له الوزيرُ: ((لعلَّه خيرٌ إنْ شاءَ اللهُ)) فيهدأُ الملكُ.
وفي إحدى معاركِه معَ أعداءٍ له قُطِعَتْ أُذُنُه,
فقال له وزيرُه: لعلَّ في قطعِها خيراً, فاغتاظَ الملكُ وأمرَ بسجنِه.
فقال الوزيرُ: وفي سِجني أيضاً خيرٌ!
ومرت السنونَ, وفي يومٍ ما خرجَ الملكُ في رحلةِ صيدٍ فذهبَ بعيداً عن مملكتِه حتَّى قبضَ عليه جماعةٌ مِنَ الناسِ كانوا يعبدونَ الأصنامَ,
فقالوا لقد وجدْنا شيئاً نقربُه لإلهِنَا, فلمَّا همُّوا بذبحِه وجدوه مقطوعَ الأذنِ,
فقالوا لا نُقربُ لمعبودِنا شيئاً ناقصاً فأطلقوه.
وعندَ رجوعِه أمرَ بإخراجِ الوزيرِ من السجنِ,
فقال له الوزيرُ: ألْم أقلْ لكْ إن فيها خيراً,
فقالَ له وما الخيرُ في سجنِك؟
قال: لو كنتُ معكَ لَذُبِحتُ بدلاً عنكَ!!
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
((عجباً لأمرِ المؤمنِ إنَّ أمرَه كلَّه خيرٌ, وليسَ ذلك لأحدٍ إلا للمؤمنِ؛ إنْ أصابتْه سرّاءُ شكرَ؛ فكانَ خيراً له, وإن أصابتْه ضرّاءُ صبرَ؛ فكانَ خيراً له)). رواه مسلمٌ
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
اللهم أغفرلي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والاموات