كان شهر أغسطس الأكثر بؤساً في بافاريا وقبل بداية الموسم بدا وكأن الفريق يمتلك حصانة قوية ب فوزه على أندية مثل أي سي ميلان الإيطالي ومانشستر يونايتد الإنجليزي ، ولكن بعد بداية البطولة الفريق لم يحقق في ثلاث مبارايات سوى نقطتين ! .
كانت الحالة خطيرة جداً لدرجة أن جماهير البافاري قدموا رسالة احتجاج إلى إدارة الفريق وانتقدوا رئيس النادي السيد أولي هونيس وشركائه لأنهم أغفلوا عن لاعبي نادي ريال مدريد الزائدين عن الحاجة ، ولكن لأول مرة ولمصلحة الفريق استمع مجلس الإدارة بالنصيحة .
يوم الجمعة تم اسدال الستار عن صفقة الدولي الهولندي أريين روبن من ريال مدريد وفي اليوم التالي اشترك في مباراة الفريق أمام حامل اللقب فولفسبورغ في الشوط الثاني وبديلاً للتركي الدولي حميد ألتينتوب ، في خط المقدمة كان روبن تهديداً مستمراً لدفاع الذئاب ، ولكن زملائه في بادئ الأمر لم يكونوا متعاونين مع فلسفته الخاصة ولهذا اتضح بأن الفريق يحتاج لشخص سريع ومهاري ، العريس كان متواجداً في الدقيقة 63 : إنه الفريق فرانك ريبيري يدخل .
حالما دخل ريبيري للملعب استمرت عملية تبادل المراكز بينه وبين روبن والنتيجة باتت واضحة : إدارة بايرن شاهدت مباراة من السماء ، تميز الأثنين بالسرعة والمهارة وفي لحظة مزّقوا دفاعات فولفسبورغ والأهم من ذلك كان لهما طابع كيميائي خاص حيث بدا وكأنهما يلعبان مع بعضهما لسنوات طويلة : أكثر وأكثر وهدفين من صنع ريبيري وتسجيل روبن هذه هي المحصلة.
وبعد المباراة ، أداء اللاعبيْن جعلني أتساءل : هل يمكن دحر الثنائي " روبيري " أوروبياً ؟ ، دعونا ننظر ل خياراتنا المختلفة .
في الدوري الألماني لا يمكن لأي شخصين للوصول إلى " روبيري " سوى غرافيتي ودزيكو نجمي فولفسبورغ ، ولكن ما رأيناه في المباراة كان كافياً لإضفاء أدلة مؤكّدة على أن " روبيري " هما الأخطر وهناك دليل آخر وهو أن أهداف ثنائي الفولفي كانا بالإكتفاء في البقاء بمنطقة الهجوم وتلقّي الإسهامات من أفضل صانع ألعاب في البوندزليغا الدولي البوسني زفيزدان ميسيموفيتش .
في انجلترا المنافسين الأكثر وضوحاً هما ثنائي ليفربول ستيفن جيرارد وفيرناندو توريس ، كانت رغبة أمنياتي هي وضع توليفة من مانشستر يونايتد ولكني لم أجد أخاً ل واين روني ، وليس هناك شك بأن الثنائي جيرارد وتوريس يمكنهما عمل الحوداث القاتلة في كل مباراة نظراً للهجوم المركّز ولكنهم يعتمدون على التقدم من العمق في المنطقة المباشرة للخصم ، أما الثنائي " روبيري " لديهم ميزة استخدام الأجنحة في ظل ازدحام بشري أقل ومن بعد ذلك الإنجراف نحو العمق لأن هذا يقرب الهدف بالإضافة إلى ذلك هما أسرع وأفضل في المواجهات الفردية من ثنائي ليفربول .
المنافسة ل " روبيري " في الدوري الإسباني ومع برشلونه الذي يمتلك أفضل لاعب بالعالم الارجنتيني ليونيل ميسي الذي يتميز بالهجوم المرتد الأجمل وأيضاً يعمل على امتلاك الكرة وليس التركيز على الهجوم المرتد فقط ، البرشا عادة لا يعتمد على جهد جماعي وعادة ما يكون ميسي هو الأفضل عن طريق سرعته حيث يقوم بالإنطلاق من وسط الملعب ومن بعد 60 متر فإما أن يسدد على المرمى أو يمرر للذي استطاع اللحاق به من رفاقه وهذا ما لم يحصل في البايرن حيث أن " روبيري" يكملان العمليات مع بعضهما ، أمام مدريد يمتلك مزيج هائل يتمثّل ب كاكا وكريستيانو رونالدو وهما على الورق مخيفين بشكل كبير على الرغم من أنه لا يزال يتعين علينا تحديد مدى فائدة اللاعبين في الواقع ( هذا ينطبق على روبيري ) ، وبعد مشاهدة بايرن ميونيخ وريال مدريد يوم أمس النتيجة باتت واضحة للعيان : " روبيري " 1 - 0 " كاكانالدو "
آخر الكلام : " روبيري " لديه الكثير لإثباته ولكن إذا كانت 27 دقيقة في الملعب كافية فإن هذا مؤشر على أن أشياء أخرى ستحدث قريباً ، على اليوفي إيجاد حلاً لمسئلة دفاعه المؤرقة ، وإلا قد يُحرجون في دوري أبطال أوروبا .