قصيدة القاها الشاعر أبو العتاهية في لحظة صدق مع النفس
وتفاعل مع حقيقة الوجود، فجاءت متدفقة سهلة قصيرة
ففعلت فعلها في قلب الخليفة هارون الرشيد.
خانــــــــــــكَ الطرفُ الطمـــــــوحْ
أيها القلــــــــــبُ الجمــــــــــــوحْ
لِدواعــــــــــــي الخير والـــــــشر
دُنُـــــــــــوٌّ ونُـــــــــــــزوحْ
هل لمطلـــــــــوبٍ بذنــــــــــبٍ
توبـــــــــةُ منه نَصـــــــــــوح
كيف إصلاحُ قلـــــــــوبٍ
إنمــــــــــا هُنَّ قـــــــــروح
أحسنَ اللهُ بنــــــــــا أنَّ
الخطــايـــــــــــــا لا تفـــــــــوح
فإذا المستورُ مِنَّــــــــــــا
بين ثَوبَيْه فضـــــــــــوح
كم رأينـــــــــا من عزيــــــــزٍ
طُوِيَتْ عنه الكشــــــــــوح
صــــاح منه برحيـــــــــلٍ
صـــائحُ الموتِ الصدوح
سيصـير المرءُ يومـــاً
جسداً ما فيــــــه روح
بين عَيْـنَـــــيْ كلِّ حيًّ
عـــلمُ المــــوتِ يلــــــوح
كُلُّـنـــــــا في غفــــلةٍ
والموتُ يغدو ويروح
نـُح على نفسِك يا مسكينُ
إن كنــــت تنـــــــــوح
لست بالبــاقي ولــــــو
عُمِّرْتَ ما عُمِّـــرَ نــــــوح