عراقي وافتخر عضو برونزي
الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 323 تاريخ الميلاد : 15/02/1993 تاريخ التسجيل : 29/08/2009 العمر : 31
| موضوع: دقائق الملاحظات "أما علموا أنّ لله أولياء لا يقترحون " الجمعة سبتمبر 11, 2009 5:46 pm | |
| دقائق الملاحظات مما نبه عليه أهل البيت مواليهم في باب الرضا بالقضاء
واعلم أنّ لأهل البيت تنبيهات على مقامات عالية في الرضا بالقضاء ، فهنيئاً لمن تنبّه لها ، وعثر عليها ، فإنها من كنوزهم (ع) التي أودعوها صفحات الكتب ، عسى أن تصل إلى أهلها مع علمهم بقلّتهم ، وقليلٌ ما هم ، وقليلٌ من عبادي الشكور. فرجونا أن يشرّف الله كتابنا هذا ، بجمع نبذٍ منها ما لم يجتمع في غيـره ، فإنّ عمدة قصدنا فيه الإشارة إلى ما لم يُسطّر ، أو الانتقاد لما قد سطر ، ما لم يصدر من عين صافية.
فمنها أنهم ألزموا أنفسهم بعدم الانتصار لأنفسهم في مقامات الابتلاء ، بل يتلّقون البلاء بالتسليم والصبر ، حتى يجيئهم الأمر الخاص بتدارك وارد البلاء، ودفعه بالدعاء.
ولذلك كان يظهر عليهم في بعض الأحوال حال الخضوع لله والانكسار بين يديه ، لفقد أدنى الأشياء من الغذاء والماء ، مع تمكينهم من كلّ شيءٍ بالدعاء ، فما ذلك إلا لما لزموا به أنفسهم وقيدوها بعدم الانتصار لأنفسهم بالدعاء ، وترجيح جانب الصبر عليه ، مع تخييرهم بين الاصطبار والانتصار ، إلا أنّ أفضل الفردين عندهم الاصطبار ، وهم لا يتركون الأولى أبداً حتى يجيئهم الأمر الخاص بترجيح الفرد الآخر.
يفصح عن هذا المعنى قضية علي بن الحسين (ع) لما شكا إليه بعض الموالين الحاجة ، فبكى الإمام (ع) رحمةً له ، فقال له: يا سيدي ، وهل يُعدُّ البكاء إلاّ للمصائب والمحن الكبار ؟!.. فقال له: وأي محنةٍ ومصيبةٍ أعظم من أن يرى المؤمن بأخيه فاقةً ولا يقدر أن يسدها. فخرج ذلك الرجل من عند الإمام متحيّراً ، فبلغه قول النصاب : ما أعجب أمر هؤلاء !.. ساعة يدّعون أنّ السماوات والأرض تطيعهم ، وأنّ كلّ شيءٍ بأيديهم ، وساعةً يعجزون عن إعانة بعض مواليهم بشيءٍ يسير!.. فرجع ذلك الفقير إلى الإمام (ع) قائلاً : مصيبتي بكلام هؤلاء النصاب أعظم من مصيبتي بفقري ، وشدة حاجتي. فقال الإمام (ع) : ويلهم !.. أما علموا أنّ لله أولياء لا يقترحون على الله !.. يا عبد الله !.. قد أذن الله بفرجك ، ثم أعطاه فطوره وسحوره .. ففرّج الله عنه بذلك فرجاً عاجلاً ، ورزقه درّةً عظيمةً في جوف سمكة ، فباعها بمالٍٍ غزيرٍ ، ثم ردّ القرصين إلى الإمام (ع). [ البحار: 46/20باختلاف الألفاظ ] .. والحكاية مشهورة ومحلّ الشاهد منها قوله : "أما علموا أنّ لله أولياء لا يقترحون ".
ونظيرها قضية سلمان الفارسي (ره ) لما ابتُلي باليهود وهم يضربونه ويقولون: لم لا تدعو الله بمحمد وعلي أن يعجّل بهلاكنا ، ويخلّصك من أيدينا ؟!.. فيقول لهم : الصبر أفضل ، وأنا أدعو الله أن يصبّرني ، ولعلّ الله أن يخرج من أصلابكم مؤمناً ، فلو دعوت الله عليكم بالهلاك كنت قد قطعت مؤمناً من الإيمان ، فلم يدع عليهم حتى انكشف الحجاب بينه وبين رسول الله (ص) فأمره بالدعاء عليهم ، وأخبره بأنه ليس في أصلابهم مؤمن . تفسير الإمام العسكري : 68..
والقضية في تفسير الإمام العسكري (ع) عند قوله تعالى : { الذين يؤمنون بالغيب } . [ البقرة/3 ] .. من أحبها فليراجعها فهي من أعاجيب الدهر ، ولا عجب من تشبّه بساداته حتى أخبروا عنه أنه منهم أهل البيت (ع). ومن هذا الباب قضية المعراج ، حيث كلف النبي (ص) بخمسين صلاة فلم يراجع ربه ، حتى سأله موسى (ع) المراجعة ، فلم يزل يراجع ، ويخفّف عنه وعنهم حتى انتهت إلى خمس صلوات ، فسأله موسى المراجعة ، فقال: قد استحييت من كثرة المراجعة. فأوحى الله إليه : أنك لما صبرت على الخمسة ، فهي لكم عندي بخمسين. [ البحار : 18/348باختلاف ] ..
فكان التماس موسى ، بمنـزلة الأمر الخاص بطلب التخفيف ، وقبل ذلك لم يستبح السؤال ، وقد اشتملت الرواية على ذلك صريحاً لما سئل الإمام (ع) : كيف لم يسأل النبي (ص) التخفيف من الله قبل ذلك ؟.. والحاصل أنّ كلّ الأنبياء السابقين ، ربما يصدر منهم استعفاء من بعض الابتلاءات ، أو التكاليف الشاقة المتعلّقة بأممهم.
وأما نبينا محمد (ص) وأهل بيته (ع) فلم يتفق لهم الاستعفاء في مقام من المقامات ، لكن لتلقيهم الوارد بالقبول ، يجيئهم العفو تفضّلاً ببركة التوطين على الالتزام بما فيه المشقة والامتحان ، فصارت شريعتهم بسبب ذلك أخفّ الشرائع وأسهلها ، حتى قال النبي (ص) : جئتكم بالشريعة السمحة السهلة.
ولقد أجاد عقيل بن أبي طالب بتسليته لأبي ذر حين طردوه إلى الربذة ، فخرج معه علي والحسنان وعقيل ، مشيعين له ، فقال له عقيل في جملة كلامٍ له للتسلية : إنّ استعفاءك البلاء من الجزع ، وإنّ استبطاءك العافية من اليأس ، فدع الجزع واليأس ، وقل : حسبنا الله ونِعْمَ الوكيل. البحار : 22/436.. وقد تقدّم لك أنّ هذه المقامات الدقيقة ، مأنوسةٌ عند خواص أهل البيت (ع) الذين حظوا بطول الصحبة حتى اقتبسوا من مشكاتهم هذه الأنوار.
ولا يثبطنك الشيطان عن أخذ حظّك مـن هذه المقامات ، بمـا ألقاه على ألسنة أهل عصرنا هداهم الله ، من أنّ هذه المعاني مقصوّرةٌ علـى أهل البيت (ع) ، وهي من خواصهم ، فليس الخطاب بها شامـلاً لأمثالنا. -------------------------------------------------------------------------------- ولوضع اليد على الجرح إذ نشير إلى تلبيسٍ عظيمٍ من تلبيسات إبليس ، فشتان بين التلبيس في جزئيات الطريق بعد السير فيه ، وبين التلبيس الذي يصدّ العبد عن أصل الحركة في الطريق وهذا هو السر في أن السير إلى الله تعالى صار استثناءً لا يتحقق إلا للنوادر من العباد ، وكان الأصل هو الركون إلى الدنيا ، والتثاقل إلى متاعها ، والاكتفاء بأقل الواجب الذي لا يحقق روح الشريعة، ولهذا ترى الذين ينكرون ضرورة هذا السير - الذي دعا إليه القرآن بقوله {فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا}(المزمّل/ 19) - لا يعيشون حلاوة الشريعة في عباداتها ، ولا يحققون التكامل الجوهري في تشريعاتها( المحقق ) -------------------------------------------------------------------------------- ولعمري لقد تاهوا تيهاً شديداً ، وضلّوا ضلالاً بعيداً !.. ما هذه المقامات التي تبلغها عقولنا وأحلامنا إلا لمواليهم أهل البيت (ع) ، بل لأقل مواليهم. فأما مقاماتهم الخاصة بهم فأين الثريا من يد المتناول ، والأحلام والأفهام عنها بمراحل ؟.. ولكن لقول الله: { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } . الأحزاب/21.. وقد صار أهل البيت ينسبون كلام الأخلاق ، ومعاني الآداب لرسول الله (ص) ، ويحكونها عنه ، حثا عليها وترغيباً لها ، لا أن كل ما ينُسب إليه يكون من خصوصياته ، فيبطل الاقتداء ، سبحانك هذا بهتان عظيم !..
ونُقل أنّ أبا ذر الغفاري كان يحبّ المرض ويختاره على العافية ، لما فيه من الأجر والثواب . [ البحار : 78/173.. مع اختلاف ] .. وعن بعض الأئمة (ع) حكى ذلك ثم قال بعده : لكنّا قومٌ العافية أحبّ إلينا من المرض ، والمرض وقت المرض أحبّ إلينا من العافية.
وفي هذا الكلام الصادر من ينبوع الحكمة والعصمة ، تنبيهٌ على تفضيل درجة الرضا بالقضاء - سواء كان بالمحبوب أو بالمكروه - على مقام إيثار المكروه على المحبوب رغبةً في ثوابه ، وشوقاً إلى جزائه.
ولا شكّ في ذلك ، فإنها مع مساواتها لها في إيثار المكروه ، وكونه أحب من المحبوب وقت تقديره وحصوله ، تزيد على ذلك بعدم اختيار المرض وطلبه عند عدم حصوله - وإن كان تمنـّيه رغبةً في ثوابه ، وإرضاء النفس به ، بحيث يصير من المشتهيات من المقامات العالية التي لا تتفق إلا لمثل أبي ذر - أن فيه شائبة الاقتراح على الله واعتراضاً على قضائه.
وأراد الإمام (ع) إزالة هذه الوهمة ، والتنبيه على عوز هـذه الحكمة ، وهو مقام الاعتدال الحقيقي ، والاستقامة التامة ، التي أشار إلى صعوبتها سيد الكونين بقوله : شيبتني آية في سورة هود . [ جوامع الجامـع : 170] .. وهي قولـه تعالى : { فاستقم كما أمرت } . [ هود/112] .. صدق الله العظيم | |
|
][-ĐǻZêЯ-][ عضو برونزي
الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 1469 تاريخ الميلاد : 11/06/1992 تاريخ التسجيل : 01/05/2009 العمر : 32 الموقع : لا يوجد العمل/الترفيه : التصفح المزاج : رايق جدا اثناء العمل
| موضوع: رد: دقائق الملاحظات "أما علموا أنّ لله أولياء لا يقترحون " السبت سبتمبر 12, 2009 8:02 am | |
| موضوع جميل | |
|
sweet sun ادارة المنتدى
الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 1231 تاريخ الميلاد : 27/01/1983 تاريخ التسجيل : 17/05/2009 العمر : 41 الموقع : https://m-s-a.7olm.org العمل/الترفيه : الرسم..وتصفح نت.. وحب الاستطلاع المزاج : أنني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى مظلوم في هذه الدنيا .
| موضوع: رد: دقائق الملاحظات "أما علموا أنّ لله أولياء لا يقترحون " السبت سبتمبر 12, 2009 8:16 am | |
| | |
|