fathyatta عضو جديد
الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 1 تاريخ الميلاد : 10/04/1950 تاريخ التسجيل : 05/09/2011 العمر : 74
| موضوع: نهج البردة قصيدة نظمها أمير الشعراء أحمد شوقى فى مدح الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم الإثنين سبتمبر 05, 2011 5:42 pm | |
| <blockquote class="postcontent restore "> [center]نهج البردة قصيدة نظمها أمير الشعراء أحمد شوقى فى مدح الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم
ريمٌ عَلـى القـاعِ بَيـــــــــنَ البـانِ وَالعَلَـمِ ## أَحَلَّ سَفكَ دَمـي فـي الأَشهُـر الحُــــــرُمِ
رَمــــــــى القَضـاءُ بِعَينَـي جُـؤذَرٍ أَسَـداً ## يـا ساكِـنَ القـاعِ أَدرِك ساكِــــــــنَ الأَجَـمِ
لَمّـا رَنــــــــــــا حَدَّثَتنـي النَـفـسُ قائِـلَـةً ## يا وَيـحَ جَنبِكَ بِالسَهـمِ المُصيـبِ رُمـي
جَحَدتُهـا وَكَتَمـتُ السَهــــــــمَ فـي كَبِـدي ## جُــــــــرحُ الأَحِبَّـةِ عِنـدي غَيـرُ ذي أَلَـمِ
رُزِقتَ أَسمَحَ ما في النــــاسِ مِـن خُلُـقٍ ## إِذا رُزِقتَ اِلتِمـاسَ العُــــــذرِ فـي الشِيَـمِ
يـا لائِمـي فـي هَــــــــــواهُ وَالهَـوى قَـدَرٌ ## لَو شَفَّـكَ الوَجـدُ لَـــــــــم تَعـذِل وَلَـم تَلُـم
ِلَقَـد أَنَلتُـكَ أُذنـــــــــــــــــاً غَـيـرَ واعِـيَـةٍ ## وَرُبَّ مُنتَصِـتٍ وَالقَلـبُ فـــــــــي صَـمَـمِ
يا ناعِسَ الطَرفِ لا ذُقـــتَ الهَـوى أَبَـداً ## أَسهَرتَ مُضناكَ في حِفـظِ الهَـوى فَنَـــمِ
أَفديـكَ إِلفـاً وَلا آلـــــــــــو الخَيـالَ فِــدىً ## أَغـراكَ باِلبُخـلِ مَـن أَغـــــــــراهُ بِالكَـرَمِ
سَـرى فَصـادَفَ جُرحــــــــاً دامِيـاً فَأَسـا ## وَرُبَّ فَضـلٍ عَلـــــــــــى العُـشّـاقِ لِلحُـلُـمِ
مَـنِ المَوائِـسُ بانـاً بِالرُبــــــــــى وَقَـنـاً ## اللاعِبـاتُ بِروحـــــــي السافِحـاتُ دَمــي
السافِـراتُ كَأَمثـــــــــالِ الـبُـدورِ ضُـحـىً ## يُغِرنَ شَمسَ الضُحـى بِالحَلـيِ وَالعِصَـمِ
القـاتِـلاتُ بِأَجـفـــــــــــــــانٍ بِـهـا سَـقَــمٌ ## وَلِلمَنِـيَّـةِ أَسـبـابٌ مِـــــــــــــــنَ السَـقَـمِ
العاثِـراتُ بِأَلـبـابِ الـــــــــــرِجـالِ وَمــا ## أُقِلنَ مِـن عَثَـراتِ الـــــــدَلِّ فـي الرَسَـمِ
المُضرِمـاتُ خُــــــدوداً أَسفَـرَت وَجَـلَـت ## عَـن فِتنَـةٍ تُسلِـمُ الأَكـبـــــــــــادَ لِلـضَـرَمِ
الحامِـلاتُ لِــــــــواءَ الحُـسـنِ مُختَلِـفـاً ## أَشكالُـهُ وَهـوَ فَــــــــــردٌ غَـيـرُ مُنقَـسِـمِ
مِـن كُـلِّ بَيضـاءَ أَو سَمـــــــراءَ زُيِّنَـتـا ## لِلعَيـنِ وَالحُسـنُ فـــي الآرامِ كَالعُصُـمِ
يُرَعنَ لِلبَصَـرِ السامـي وَمِـــن عَجَـبٍ ## إِذا أَشَـرنَ أَسَـــــــــــرنَ اللَـيـثَ بِالغَـنَـمِ
وَضَعتُ خَـدّي وَقَسَّمـتُ الفُـؤادَ رُبـيً ## يَرتَعـنَ فــــــــي كُنُـسٍ مِنـهُ وَفـي أَكَـمِ
يـا بِنـتَ ذي اللَبَـدِ المُحَمّـى جانِـبُـــــــهُ ## أَلقاكِ في الغـابِ أَم أَلقـاكِ فـي الأُطُــمِ
مـا كُنـتُ أَعلَـمُ حَتّــــــــى عَـنَّ مَسكَنُـهُ ## أَنَّ المُنـى وَالمَنايـــــا مَضـرِبُ الخِـيَـمِ
مَن أَنبَتَ الغُصنَ مِـن صَمصامَـةٍ ذَكَـر ## وَأَخـرَجَ الريــــــمَ مِـن ضِرغامَـةٍ قَـرِمِ
بَيني وَبَينُـكِ مِـــــن سُمـرِ القَنـا حُجُـبٌ ## وَمِثلُـهـا عِـفَّـةٌ عُـذرِيَّـــــــــــــةُ العِـصَـمِ
لَم أَغشَ مَغناكِ إِلّا فـي غُضـونِ كِــرىً ## مَغنـاكَ أَبـعَـدُ لِلمُشـتـاقِ مِــــــــــــن إِرَمِ
يـا نَفـسُ دُنيــــــــاكِ تُخفـى كُـلَّ مُبكِيَـةٍ ## وَإِن بَـدا لَـكِ مِنهـا حُســــــــنُ مُبتَـسَـمِ
فُضّـي بِتَقـواكِ فاهـاً كُلَّمـــــــا ضَحِـكَـت ## كَمـا يَفُـضُّ أَذى الرَقـشـــــــــاءِ بِالـثَـرَمِ
مَخطوبَـةٌ مُنـذُ كــــــانَ النـاسُ خاطِـبَـةٌ ## مِن أَوَّلِ الدَهــــــرِ لَـم تُرمِـل وَلَـم تَئَـمِ
يَفنـى الزَمـانُ وَيَبقـى مِــــــن إِساءَتِهـا ## جُـرحٌ بِـآدَمَ يَبكـي مِنــــــــهُ فــي الأَدَمِ
لا تَحفَـلـي بِجَنــــــــــاهـا أَو جِنايَـتِـهـا ## المَـوتُ بِالزَهـرِ مِثــــلُ المَـوتِ بِالفَحَـمِ
كَــــــــــم نائِـمٍ لا يَراهـا وَهــيَ سـاهِـرَةٌ ## لَـولا الأَمانِــــــــــيُّ وَالأَحـلامُ لَــم يَـنَـمِ
طَـوراً تَمُـــــــــدُّكَ فـي نُعـمـى وَعافِـيَـةٍ ## وَتــــــارَةً فـي قَـرارِ البُـؤسِ وَالوَصَـمِ
كَــــــم ضَلَّلَتـكَ وَمَـن تُحجَـب بَصيرَتُـهُ ## إِن يَلـقَ صابـــــــا يَـرِد أَو عَلقَمـاً يَسُـمُ
يـا وَيلَتـاهُ لِنَفسـي راعَـهـا وَدَهـــــــــــا ## مُسـوَدَّةُ الصُحـفِ فـــــي مُبيَضَّـةِ اللَمَـمِ
رَكَضتُها فـي مَريــــعِ المَعصِيـاتِ وَمـا ## أَخَـذتُ مِـن حِميَـةِ الطاعـــــــاتِ لِلتُخَـمِ
هامَـت عَلـى أَثَـــــــــرِ اللَـذّاتِ تَطلُبُـهـا ## وَالنَفسُ إِن يَدعُها داعـي الصِبـا تَهِـمِ
صَـلاحُ أَمـــــــــــــرِكَ لِـلأَخـلاقِ مَرجِـعُـهُ ## فَقَـوِّمِ النَـفـسَ بِـالأَخــــــــــــلاقِ تَستَـقِـمِ
وَالنَفسُ مِن خَيرِهـا فـي خَيـــــرِ عافِيَـةٍ ## وَالنَفسُ مِن شَرِّهـا فـي مَرتَـعٍ وَخِـــــمِ
تَطغـى إِذا مُكِّنَـت مِـن لَـــــــــذَّةٍ وَهَــوىً ## طَغيَ الجِيـادِ إِذا عَضَّـت عَلـى الشُكُــــــمِ
إِن جَلَّ ذَنبي عَـنِ الغُفــــــرانِ لـي أَمَـلٌ ## في اللَـهِ يَجعَلُنـي فـي خَيـــــــرِ مُعتَصِـمِ
أَلقـى رَجائـي إِذا عَــــــــزَّ المُجيـرُ عَلـى ## مُفَـرِّجِ الكَـرَبِ فــــــــي الدارَيـنِ وَالغَمَـمِ
إِذا خَفَضـتُ جَـنـــــــــــــاحَ الــذُلِّ أَسـأَلُـهُ ## عِزَّ الشَفاعَـةِ لَــــــــم أَسـأَل سِـوى أُمَـمِ
وَإِن تَـقَـــــــــــدَّمَ ذو تَـقـوى بِصـالِـحَـةٍ ## قَدَّمـتُ بَيـنَ يَـدَيـهِ عَـبـرَةَ الـنَــــــــــــــدَمِ
لَزِمـتُ بـابَ أَميــــــــــرِ الأَنبِيـاءِ وَمَــن ## يُمسِـك بِمِفتـــــــــــاحِ بـابِ الـلَـهِ يَغتَـنِـمِ
فَـكُـلُّ فَـضـــــــــــــلٍ وَإِحـسـانٍ وَعـارِفَـةٍ ## مـــــــــــــا بَيـنَ مُستَـلِـمٍ مِـنـهُ وَمُلـتَـزِمِ
عَلَّقـتُ مِـن مَدحِــــــــــهِ حَبـلاً أُعَـزُّ بِـهِ ## فـي يَـــــــومِ لا عِـزَّ بِالأَنسـابِ وَاللُحَـمِ
يُزري قَريضـي زُهَيـراً حيــــنَ أَمدَحُـهُ ## وَلا يُقـاسُ إِلـى جـــــــودي لَـدى هَـرِمِ
مُحَمَّــــــــــدٌ صَـفـوَةُ الـبـاري وَرَحمَـتُـهُ ## وَبُغيَـةُ اللَـهِ مِـن خَلــــــــقٍ وَمِـن نَسَـمِ
وَصاحِبُ الحَوضِ يَـومَ الرُسـلِ سائِلَـةٌ ## مَتــى الـوُرودُ وَجِبريـلُ الأَميـنُ ظَمـي
سَنـــــــــــاؤُهُ وَسَـنـاهُ الشَـمـسُ طالِـعَـةً ## فَالجِرمُ فـي فَلَـكٍ وَالضَــــــوءُ فـي عَلَـمِ
قَـد أَخطَـأَ النَجـمَ مـا نالَــــــــــت أُبُـوَّتُـهُ ## مِـن سُـؤدُدٍ بــــــــاذِخٍ فـي مَظهَـرٍ سَنِـمِ
نُموا إِلَيهِ فَـــزادوا فـي الـوَرى شَرَفـاً ## وَرُبَّ أَصـــــلٍ لِفَـرعٍ فـي الفَخـارِ نُمـي
حَـواهُ فــــــي سُبُحـاتِ الطُهـرِ قَبلَـهُـمُ ## نـورانِ قامــــا مَقـامَ الصُلـبِ وَالرَحِـمِ
لَـمّــــــــــــــــا رَآهُ بَحـيـرا قــالَ نَـعـرِفُـهُ ## بِمـا حَفِظنــــــــا مِـنَ الأَسمـاءِ وَالسِـيَـمِ
سائِل حِراءَ وَروحَ القُـدسِ هَـل عَلِمـا ## مَصــــــــونَ سِـرٍّ عَــنِ الإِدراكِ مُنكَـتِـمِ
كَـم جيئَـةٍ وَذَهــــــــــابٍ شُـرِّفَـت بِهِـمـا ## بَطحــــاءُ مَكَّـةَ فـي الإِصبـاحِ وَالغَسَـمِ
وَوَحشَــــــــةٍ لِاِبـنِ عَبـدِ اللَـهِ بينَهُـمـا ## أَشهى مِنَ الأُنـسِ بِالأَحسـابِ وَالحَشَـمِ
يُسامِـرُ الوَحـــــــيَ فيهـا قَبـلَ مَهبِـطِـهِ ## وَمَـن يُبَشِّـر بِسيمـى الخَيــــــــرِ يَتَّـسِـمِ
لَمّا دَعا الصَحبُ يَستَسقـونَ مِـن ظَمَـإٍ ## فاضَـت يَـــــــداهُ مِـنَ التَسنيـمِ بِالسَـنَـمِ
وَظَلَّلَـتـهُ فَـصــــــــــــارَت تَستَـظِـلُّ بِــهِ ## غَمـامَـــــــــــةٌ جَذَبَتـهـا خـيـرَةُ الـدِيَـمِ
مَحَـبَّـةٌ لِـرَسـولِ الـلَـهِ أُشرِبَـــــــــــهـا ## قَعائِـدُ الدَيـرِ وَالرُهبـانُ فـي القِـمَــــــمِ
إِنَّ الشَمائِـلَ إِن رَقَّـت يَـكـــــــادُ بِـهـا ## يُغـرى المـادُ وَيُغـرى كُـــلُّ ذي نَسَـمِ
وَنـودِيَ اِقـــــــرَأ تَعالـى الـلَـهُ قائِلُـهـا ## لَم تَتَّصِـل قَبـلَ مَـن قيلَـت لَـــــهُ بِفَـمِ
هُـنـاكَ أَذَّنَ لِلـــــــــــرَحَـمَـنِ فَـاِمـتَـلَأَت ## أَسمـاعُ مَكَّــــــــةَ مِـن قُدسِـيَّـةِ النَـغَـمِ
فَلا تَسَل عَـن قُرَيـشٍ كَيـفَ حَيرَتُهــا ## وَكَيـفَ نُفرَتُهـا فـــي السَهـلِ وَالعَلَـمِ
تَساءَلواعَـن عَظيـمٍ قَـــــــد أَلَــمَّ بِـهِـم ## رَمـى المَشايِـخَ وَالـــــوِلـدانِ بِاللَـمَـمِ
ياجاهِليـنَ عَلـى الـهـــــادي وَدَعـوَتِـهِ ## هَـل تَجهَلـونَ مَكــانَ الصـادِقِ العَلَـمِ
لَقَّبتُمـوهُ أَميـنَ القَـومِ فــــــــي صِـغَـرٍ ## وَمـا الأَميـنُ عَلـى قَـــــــــولٍ بِمُتَّـهَـمِ
فـاقَ البُـدورَ وَفــــــاقَ الأَنبِيـاءَ فَـكَـم ## بِالخُلقِ والخَلقِ مِن حُسـنٍ وَمِـن عِظَـمِ
جـــاءَ النبِيّـونَ بِالآيـاتِ فَاِنصَـرَمَـت ## وَجِئتَـنـا بِحَكـيـمٍ غَـيــــــــــرِ مُنـصَـرِمِ
آياتُـهُ كُلَّمـا طــــــــــالَ الـمَـدى جُــدُدٌ ## يَزينُـهُـنَّ جَـــــــــــلالُ العِـتـقِ وَالـقِـدَمِ
يَكـــــــــــادُ فـي لَفـظَـةٍ مِـنـهُ مُشَـرَّفَـةٍ ## يوصيـكَ بِالحَـقِّ وَالتَقـوى وَبِالــرَحِـمِ
يــا أَفـصَـحَ الناطِقـيـنَ الـضــادَ قاطِبَةً ## حَديثُكَ الشَهـــــــدُ عِندَ الذائِـقِ الفَهِـمِ
حَلَّيـتَ مِـن عَطَـــــلٍ جيـدَ البَيـانِ بِـهِ ## فـي كُـــــلِّ مُنتَثِـرٍ فـي حُسـنِ مُنتَظِـمِ
بِكُـلِّ قَـــــــــــــولٍ كَـريـمٍ أَنــتَ قائِـلُـهُ ## تُحـيِ القُلــــوبَ وَتُحـيِ مَيِّـتَ الهِـمَـمِ
سَـرَت بَشائِــــــرُ باِلـهـادي وَمَـولِـدِهِ ## في الشَرقِ والغَربِ مَسرىالنورِ في الظُلَمِ
تَخَطَّفَـت مُهَـجَ الطاغيـنَ مِـن عَــرَبٍ ## وَطَيَّـرَت أَنفُـسَ الباغيـنَ مِــن عُجُـمِ
ريعَت لَها شَـرَفُ الإيـوانِ فَاِنصَدَعَـت ## مِن صَدمَةِ الحَقِّ لا مِـن صَدمَـةِالقُـدُمِ
أَتَيـتَ وَالنـاسُ فَوضـــى لا تَمُـرُّ بِهِـم ## إِلّا عَلـــــى صَنَـمٍ قَـد هـامَ فـي صَنَـمِ
وَالأَرضُ مَملــوءَةٌ جَــوراً مُسَـخَّـرَةٌ ## لِكُــــــلِّ طاغِيَـةٍ فـي الخَـلــقِ مُحتَـكِـمِ
مُسَيطِرُالفُــــرسِ يَبغـي فــي رَعِيَّـتِـهِ ## وَقَيصَرُالـــــرومِ مِـن كِبـرٍأَصَـمُّ عَــمِ
يُعَذِّبـانِ عِبــــــــــادَ الـلَـهِ فــي شُـبَـهٍ ## وَيَذبَـحـانِ كَـمــــــــا ضَحَّـيـتَ بِالغَـنَـمِ
وَالخَلـــقُ يَفتِـكُ أَقـواهُـم بِأَضعَفِـهِـم ## كَاللَيـــثِ بِالبَهـمِ أَو كَالـحـوتِ بِالبَـلَـمِ
أَسـتتتترى بِـكَ اللَـهُ لَـيـلاً إِذ مَلائِـكُـهُ ## والرُسلُ في المَسجِدِالأَقصى عَلى قَدَمِ
لَمّـا خَطَـــــــرتَ بِـهِ اِلتَـفّـوا بِسَيِّـدِهِـم ## كَالشُهـبِ بِالبَـدرِ أَو كَالجُنـدِ بِالعَـلَـمِ
صَلّـى وَراءَكَ مِنهُـم كُــــلُّ ذي خَـطَـرٍ ## وَمَـن يَفُـــــــــز بِحَبـيـبِ الـلَـهِ يَأتَـمِـمِ
جُبتَ السَماواتِ أَو ما فَوقَهُـنَّ بِهِـــم ## عَـلـى مُـنَـوَّرَةٍ دُرِّيَّــــــــــــــــةِ الـلُـجُـمِ
رَكوبَـةً لَـكَ مِـن عِـــــــزٍّ وَمِـن شَـرَفٍ ## لا في الجِيـادِ وَلا فــي الأَينُـقِ الرُسُـمِ
مَشيئَـةُ الخالِـــــــقِ البـاري وَصَنعَتُـهُ ## وَقُــــــدرَةُ اللَـهِ فَـوقَ الشَـكِّ وَالتُهَـمِ
حَتّى بَلَغـتَ سَمــــــــاءً لا يُطـارُ لَهـا ## عَلى جَنـــــاحٍ وَلا يُسعـى عَلـى قَـدَمِ
وَقيـلَ كُــــــــــــــلُّ نَبِـيٍّ عِـنـدَ رُتبَـتِـهِ ## وَيا مُحَمَّـــــــدُ هَـذا العَـرشُ فَاِستَلِـمِ
خَطَطـتَ لِلديـــــنِ وَالدُنيـا عُلومَهُمـا ## يا قارِئَ اللَــوحِ بَل يـا لامِـسَ القَلَـمِ
أَحَطــــــتَ بَينَهُمـا بِالسِـرِّ وَاِنكَشَفَـت ## لَكَ الخَزائِنُ مِـــــــن عِلـمٍ وَمِـن حِكَـمِ
وَضــاعَفَ القُربُ ما قُلِّدتَ مِـن مِنَـنٍ ## بِلا عِــــــــــدادٍ وَمـا طُوِّقـتَ مِـن نِعَـمِ
سَل عُصبَةَ الشِركِ حَولَ الغارِ سائِمَةً ## لَــــــــــولا مُطـارَدَةُ المُختـارِ لَـم تُسَـمَ
هَل أَبصَروا الأَثَرَالوَضّاءَ أَم سَمِعـوا ## هَمسَ التَسابيـــحِ وَالقُـرآنِ مِـن أُمَـمِ
وَهَل تَمَثَّــــــلَ نَسـجُ العَنكَبـوتِ لَهُـم ## كَالغابِ وَالحائِماتُ وَالزُغبُ كَالرُخَمِ
فَأَدبَـروا وَوُجـــــوهُ الأَرضِ تَلعَنُـهُـم ## كَباطِلٍ مِـن جَـــــــلالِ الحَـقِّ مُنهَـزِمِ
لَولا يَدُ اللَـهِ بِالجــــــارَيـنَ مـا سَلِمـا ## وَعَينُهُ حَـــــولَ رُكـنِ الديـنِ لَـم يَقُـمِ
تَوارَيـا بِجَنــــــــــاحِ الـلَـهِ وَاِستَـتَـرا ## وَمَن يَضُـمُّ جَنـــــــاحُ اللَـهِ لا يُضَـمِ
يا أَحمَدَ الخَيرِ لـي جــاهٌ بِتَسمِيَتـي ## وَكَيفَ لا يَتَسامى بِالرَسـولِ سَمــي
المادِحـونَ وَأَربـــــابُ الهَـوى تَبَـعٌ ## لِصاحِبِ البُردَةِ الفَيحـاءِ ذي القَـدَمِ
مَديحُهُ فيـكَ حُـــــبٌّ خالِـصٌ وَهَـوىً ## وَصادِقُ الحُبِّ يُملـــي صـادِقَ الكَلَـمِ
اللَـهُ يَشهَـدُ أَنّـــــــــــــي لا أُعـارِضُـهُ ## من ذا يُعارِضُ صَوبَ العارِضِ العَرِمِ
وَإِنَّما أَنــــــا بَعـضُ الغابِطيـنَ وَمَـن ## يَغبِـط وَلِيَّـــــــــــكَ لا يُـذمَـم وَلا يُـلَـمِ
هَـــــذا مَقـامٌ مِـنَ الرَحمَـنِ مُقتَبَـسٌ ## تَرمــــــــي مَهابَتُـهُ سَحبـانَ بِالبَـكَـمِ
البَدرُ دونَكَ فـي حُسنٍ وَفـي شَـرَفٍ ## وَالبَحــــرُ دونَكَ في خَيـرٍ وَفـي كَـرَمِ
شُــمُّ الجِبـالِ إِذا طاوَلتَهـا اِنخَفَضَـت ## وَالأَنجُمُ الزُهرُ مـــــا واسَمتَهـا تَسِـمِ
وَاللَيثُ دونَـكَ بَأسـاً عِنـــــــدَ وَثبَتِـهِ ## إِذا مَشَيتَ إِلى شاكي السِــلاحِ كَمـي
تَهفـو إِلَيـــــــكَ وَإِن أَدمَيـتَ حَبَّتَهـا ## فــي الحَربِ أَفئِـدَةُ الأَبطـالِ وَالبُهَـمِ
مَحَبَّـةُ الـلَـهِ أَلقــــــــــــــاهـا وَهَيبَـتُـهُ ## عَلى اِبنِ آمِنَـةٍ فــــــــي كُـلِّ مُصطَـدَمِ
كَأَنَّ وَجهَكَ تَحتَ النَقـعِ بَــــدرُ دُجـىً ## يُضـيءُ مُلتَثِمـاً أَو غَيـــــــــــرَ مُلتَـثِـمِ
بَـدرٌ تَطَلَّـعَ فـي بَــــــــــــــــدرٍ فَغُـرَّتُـهُ ## كَغُرَّةِ النَصـرِ تَجلـو داجِـــــــيَ الظُلَـمِ
ذُكِرتَ بِاليُتـمِ فـي القُــــــرآنِ تَكرِمَـةً ## وَقيمَةُ اللُؤلُـؤِ المَكنــــونِ فـي اليُتُـمِ
اللَـهُ قَسَّـمَ بَيـــــــــنَ النـاسِ رِزقَهُـمُ ## وأنتَ خُيِّــرتَ فـي الأَرزاقِ وَالقِسَـمِ
إِن قُلتَ في الأَمرِ لا أَو قُلتَ فيهِ نَعَـم ## فَخيرَةُ اللَـهِ فــــــي لا مِنـكَ أَو نَعَـمِ
أَخوكَ عيسى دَعــــــا مَيتـاً فَقـامَ لَـهُ ## وَأَنتَ أَحيَيـتَ أَجيــــــالاً مِـنَ الزِمَـمِ
وَالجَهلُ مَوتٌ فَـــإِن أوتيـتَ مُعجِـزَةً ## فَاِبعَث مِنَ الجَهلِ أَو فَاِبعَث مِنَ الرَجَمِ
قالوا غَزَوتَ وَرُسلُ اللَهِ مـا بُعِثـوا ## لِقَتــــــلِ نَفـسٍ وَلاجـاؤوا لِسَفـكِ دَمِ
جَهــــــلٌ وَتَضليـلُ أَحـلامٍ وَسَفسَطَـةٌ ## فَتَحتَ بِالسَيفِ بَعـدَ الفَتـــحِ بِالقَلَـمِ
لَمّـــا أَتى لَكَ عَفـواً كُـلُّ ذي حَسَـبٍ ## تَكَفَّــــــــلَ السَيـفُ بِالجُهّـالِ وَالعَـمَـم
ِوَالشَرُّ إِن تَلقَهُ بِالخَيـــــرِ ضِقـتَ بِـهِ ## ذَرعـاً وَإِن تَلقَـهُ بِالشَـــــــرِّ يَنحَسِـمِ
سَــــلِ المَسيحِيَّةَ الغَـرّاءَ كَـم شَرِبَـت ## بِالصابِ مِن شَهَــــواتِ الظالِـمِ الغَلِـمِ
طَريدَةُ الشِـركِ يُؤذيـــهـا وَيوسِعُهـا ## في كُلِّ حيـنٍ قِتـالاً ساطِـعَ الحَـــــــدَمِ
لَـولا حُمــــــــاةٌ لَهـا هَبّـوا لِنُصرَتِهـا ## بِالسَيفِ ما اِنتَفَعَت بِالرِفـقِ وَالرُحَـمِ
لَولا مَكــــــــانٌ لِعيسـى عِنـدَ مُرسِلِـهِ ## وَحُرمَةٌ وَجَبَت لِلـروحِ فــــي القِـدَمِ
لَسُمِّرَ البَدَنُ الطُـهرُ الشَريـفُ عَلـى ## لَـــوحَينِ لَم يَخشَ مُؤذيـهِ وَلَـم يَجِـمِ
جَلَّ المَسيــــحُ وَذاقَ الصَلـبَ شانِئُـهُ ## إِنَّ العِقـــــــابَ بِقَـدرِ الذَنـبِ وَالجُـرُمِ
أَخو النَبِـيِّ وَروحُ اللَـهِ فـي نُــــــتزُلٍ ## فَوقَ السَماءِ وَدونَ العَـرشِ مُحتَـترَمِ
عَلَّمتَهُم كُـلَّ شَـيءٍ يَجهَلــــــــونَ بِـهِ ## حَتّى القِتالَ وَمـا فيـــــــهِ مِـنَ الذِمَـمِ
دَعَوتَهُـم لِجِهـادٍ فيـــــــــهِ سُـؤدُدُهُـم ## وَالحَربُ أُسُّ نِظـامِ الكَـتتتونِ وَالأُمَـمِ
لَولاهُ لَم نَـرَ لِلـدَولاتِ فـــــــــي زَمَـنٍ ## ما طالَ مِن عُمُدٍ أَو قَـــــرَّ مِـن دُهُـمِ
تِلـكَ الشَواهِـدُ تَتـرى كُـــــــــــلَّ آوِنَـةٍ ## في الأَعصُرِ الغُرِّ لا في الأَعصُرِ الدُهُمِ
بِالأَمسِ مالَت عُروشٌ وَاِعتَلَت سُـــرُرٌ ## لَولا القَذائِفُ لَـــــــــم تَثلَـم وَلَـم تَصُـمِ
أَشياعُ عيسى أَعَـدّوا كُــــــــلَّ قاصِمَـةٍ ## وَلَم نُعِـدُّ سِـوى حــــــــــالاتِ مُنقَصِـمِ
مَهما دُعيتَ إِلى الهَيجـــاءِ قُمـتَ لَهـا ## تَرمي بِأُسدٍ وَيَرمــــــي اللَـهُ بِالرُجُـمِ
عَلـــــــــــــى لِوائِـكَ مِنهُـم كُـلُّ مُنتَـقِـمٍ ## لِلَّـهِ مُستَقتِـلٍ فـــــــــــــي اللَـهِ مُعـتَـزِمِ
مُسَبِّـحٍ لِلِقـاءِ الـلَـهِ مُضـطَــــــــــــــرِمٍ ## شَوقاً عَلى سابِخٍ كَالبَـرقِ مُضطَــــــرِمِ
لَوصادَفَ الدَهرَ يَبغـي نَقلَـةً فَرَمــــــى## بِعَزمِهِ في رِحــــــــــالِ الدَهـرِ لَـم يَـرِمِ
بيضٌ مَفاليلُ مِن فِعلِ الحُـــروبِ بِهِـم ## مِن أَسيُفِ اللَـهِ لا الهِندِيَّـةُ الخُــــــــذُمُ
كَم في التُرابِ إِذا فَتَّشتَ عَـن رَجُـــــلٍ ## مَن ماتَ بِالعَهدِ أَو مَن مـاتَ بِالقَسَـمِ
لَولا مَواهِبُ في بَعـضِ الأَنـــــــامِ لَمـا ## تَفاوَتَ الناسُ فـي الأَقـــــدارِ وَالقِيَـمِ
شَريعَةٌ لَـكَ فَجَّـــــــــرتَ العُقـولَ بِهـا ## عَن زاخِرٍ بِصُنــــــوفِ العِلـمِ مُلتَطِـمِ
يَلوحُ حَولَ سَنـا التَوحيــــدِ جَوهَرُهـا ## كَالحَليِ لِلسَيـفِ أَو كَالوَشــــــيِ لِلعَلَـمِ
غَرّاءُ حامَت عَلَيهــــــا أَنفُـسٌ وَنُهـىً ## وَمَن يَجِد سَلسَلاً مِـن حِكمَـــــــةٍ يَحُـمِ
نورُ السَبيلِ يُســـــاسُ العالِمـونَ بِهـا ## تَكَفَّلَـت بِشَبـابِ الدَهـــــــــــرِ وَالـهَـرَمِ
يَجري الزَمانُ وَأَحكــامُ الزَمـانِ عَلـى ## حُكمٍ لَها نافِـــــــذٍ فـي الخَلـقِ مُرتَسِـمِ
لَمّا اِعتَلَت دَولَـــةُ الإِسـلامِ وَاِتَّسَعَـت ## مَشَت مَمالِكُــــــــهُ فـي نورِهـا التَمَـمِ
وَعَلَّمَـت أُمَّـــــــــــــــةً بِالقَـفـرِ نـازِلَـةً ## رَعيَ القَياصِرِ بَعـدَ الشـــــاءِ وَالنَعَـمِ
كَم شَيَّدَ المُصلِحـونَ العامِلــــونَ بِهـا ## في الشَرقِ وَالغَربِ مُلكاً باذِخَ العِظَـمِ
لِلعِلمِ وَالعَدلِ وَالتَمديـنِ مــــا عَزَمـوا ## مِنَ الأُمورِ وَما شَـدّوا مِـنَ الحُــــــزُمِ
سُرعانَ مـا فَتَحـوا الدُنيـــــــا لِمِلَّتِهِـم ## وَأَنهَلوا الناسَ مِن سَلسالِهـــا الشَبِـمِ
ساروا عَلَيها هُداةَ الناسِ فَهيَ بِهِـم ## إِلى الفَلاحِ طَريـقٌ واضِــــــحُ العَظَـمِ
لا يَهدِمُ الدَهرُ رُكنـاً شـــــــادَ عَدلَهُـمُ ## وَحائِـــــــــطُ البَغـيِ إِن تَلمَسـهُ يَنهَـدِمِ
نالوا السَعادَةَ في الدارَينِ وَاِجتَمَعـوا ## عَلى عَميمٍ مِـنَ الرُضـــــــوانِ مُقتَسَـمِ
دَع عَنكَ روما وَآثينـا وَمـا حَوَتــــــا ## كُلُّ اليَواقيـتِ فـي بَغـــــــدادَ وَالتُـوَمِ
وَخَـلِّ كِسـرى وَإيوانـاً يَـــــــــــدِلُّ بِـهِ ## هَوىً عَلـى أَثَـرِ النيــــــــرانِ وَالأَيُـمِ
وَاِترُك رَعمَسيسَ إِنَّ المُلكَ مَظهَـرُهُ ## في نهضَةِ العَدلِ لا في نَهضَةِ الهَـرَمِ
دارُ الشَرائِــــــــــعِ رومـا كُلَّمـا ذُكِـرَت ## دارُ السَلامِ لَهـا أَلقَـت يَــــــــدَ السَلَـمِ
مـا ضارَعَتهـا بَيانـاً عِنــــــــــدَ مُلتَـأَمٍ ## وَلا حَكَتهـا قَضــــــــاءً عِنـدَ مُختَصَـمِ
وَلا اِحتَوَت في طِرازٍ مِن قَياصِرِهـا ## عَلـى رَشيــــــــدٍ وَمَأمـونٍ وَمُعتَصِـمِ
مَـنِ الَّذيـنَ إِذا ســــــــــارَت كَتائِبُـهُـم ## تَصَرَّفـوا بِحُـــــدودِ الأَرضِ وَالتُخَـمِ
وَيَجلِسـونَ إِلــــــــــى عِلـمٍ وَمَعـرِفَـةٍ ## فَـلا يُدانَـونَ فـــــــــي عَقـلٍ وَلا فَهَـمِ
يُطَأطِـئُ العُلَمـاءُ الهـــــامَ إِن نَبَسـوا ## مِن هَيبَةِ العِلمِ لا مِن هَيبَـةِ iiالحُكُــمِ
وَيُمطِــــرونَ فَما بِـالأَرضِ مِـن مَحَـلٍ ## وَلا بِمَن باتَ فَوقَ الأَرضِ مِن عُــدُمِ
خَلائِفُ اللَـهِ جَلّـــــــوا عَـن مُوازَنَـةٍ ## فَلا تَقيسَـنَّ أَمـلاكَ الــــــــوَرى بِهِـمِ
مَن فـي البَرِيَّـةِ كَالفـــــــاروقِ مَعدَلَـةً ## وَكَاِبنِ عَبدِ العَزيزِ الخاشِـعِ الحَشِــمِ
وَكَالإِمـامِ إِذا مـــــــــا فَـضَّ مُزدَحِـمـاً ## بِمَدمَعٍ فـي مَآقـي القَـــــــومِ مُزدَحِـمِ
الزاخِرُ العَذبُ فـي عِلــــــمٍ وَفـي أَدَبٍ ## وَالناصِرُالنَدبِ في حَــربٍ وَفـي سَلَـمِ
أَو كَاِبنِ عَفّانَ وَالقُـــــرآنُ فـي يَـدِهِ ## يَحنوعَلَيهِ كَما تَحنـو عَلــــى الفُطُـمِ
وَيَجمَــــــــعُ الآيَ تَرتيـبـاً وَيَنظُمُـهـا ## عِقداً بِجيـدِ اللَيالــــــي غَيـرَ مُنفَصِـمِ
جُرحانِ في كَبِـــدِ الإِسـلامِ مـا اِلتَأَمـا ## جُرحُ الشَهيدِ وَجُرحٌ بِالكِتـابِ دَمي
وَمـا بَــــــــــــــلاءُ أَبـي بَـكـرٍ بِمُتَّـهَـمٍ ## بَعدَ الجَلائِـلِ فـي الأَفعــــــالِ وَالخِـدَمِ
بِالحَزمِ وَالعَزمِ حاطَ الدينَ في مِحَـنٍ ## أَضَلَّتِ الحُلـمَ مِـن كَهــــــــلٍ وَمُحتَلِـمِ
وَحِدنَ بِالراشِــــدِ الفاروقِ عَـن رُشـدٍ ## في المَوتِ وَهوَ يَقينٌ غَيــــرُ مُنبَهِـمِ
يُجـادِلُ القَــــــــــــومَ مُسـتَـلّاً مُهَـنَّـدَهُ ## في أَعظَمِ الرُسلِ قَدراً كَيفَ لَــــم يَـدُمِ
لا تَعذُلـوهُ إِذا طــــــــافَ الذُهـولُ بِـهِ ## ماتَ الحَبيبُ فَضَـلَّ الصَبُّ عَن رَغَـمِ
يا رَبِّ صَلِّ وَسَلِّـم مـــــــا أَرَدتَ عَلـى ## نَزيلِ عَرشِـكَ خَيـــــــــرِ الرُسـلِ كُلِّهِـمِ
مُحـيِ اللَيالـي صَــــــــلاةً لا يُقَطِّعُهـا ## إِلا بِدَمـعٍ مِـنَ الإِشفـــــــــاقِ مُنسَجِـمِ
مُسَبِّحاً لَـكَ جُنـحَ اللَيــــــــلِ مُحتَمِـلاً ## ضُرّاً مِنَ السُهدِ أَو ضُرّاً مِنَ الـوَرَمِ
رَضِيَّـةٌ نَفسُــــــــــهُ لا تَشتَكـي سَـأَمـاً ## وَما مَعَ الحُبِّ إِن أَخلَصتَ مِن سَـأَمِ
وَصَـلِّ رَبّـــــــــــي عَلـى آلٍ لَـهُ نُخَـبٍ ## جَعَلتَ فيهِم لِـــــواءَ البَيـتِ وَالحَـرَمِ
بيضُ الوُجوهِ وَوَجهُ الدَهرِ ذو حَلَـكٍ ## شُمُّ الأُنــوفِ وَأَنفُ الحادِثـاتِ حَمـى
وَأَهـدِ خَيــــــــــرَ صَـلاةٍ مِنـكَ أَربَعَـةً ## في الصَحبِ صُحبَتُهُم مَرعِيَّةُ الحُـرَمِ
الراكِبيـنَ إِذا نـادى النَبِـيُّ بِــــــــــهِـم ## ماهالَ مِن جَلَلٍ وَاِشتَــــــدَّ مِـن عَمَـم
الصابِريـــــنَ وَنَفـسُ الأَرضِ واجِفَـةٌ ## الضاحِكينَ إِلـى الأَخطــــــارِ وَالقُحَـمِ
يارَبِّ هَبَّـت شُعـوبٌ مِـــــــــن مَنِيَّتِهـا ## وَاِستَيقَظَت أُمَـمٌ مِـن رَقـــــــدَةِ العَـدَمِ
سَعدٌ وَنَحـسٌ وَمُلـكٌ أَنـتَ مالِكُــــــــهُ ## تُديــــــــــــلُ مِـن نِعَـمٍ فيـهِ وَمِـن نِقَـمِ
رَأى قَضـاؤُكَ فينـا رَأيَ حِكمَـتِـــــــــهِ ## أَكــــــرِم بِوَجهِـكَ مِـن قـاضٍ وَمُنتَقِـمِ
فَاِلطُف لِأَجلِ رَســـــولِ العالَميـنَ بِنـا ## وَلا تَــــــــزِد قَومَـهُ خَسفـاً وَلا تُسِـمِ
يا رَبِّ أَحسَنتَ بَــدءَ المُسلِميـنَ بِـهِ ## فَتَمِّمِ الفَضلَ وَاِمنَــــح حُسـنَ مُختَتَـمِ فتحــــــى عطــــــــــا [center] ATTAــــ FATHY [/center] </blockquote> [/center] | |
|