أهمية الأستاذ
يقول العارف الجليل آية الله السيد علي القاضي استاذ العلامة الطباطبائي في العرفان والسير والسلوك: أهم ما يلزم في هذا الطريق الاستاذ الخبير ، البصير، الخارج من أسر الهوى ، الواصل إلى المعرفة الإلهية، والإنسان الكامل الذي سافر- بالإضافة إلى السير إلى الله - الأسفار الثلاثة الأخرى ، شرط أن يكون تجوله وتفرجه في عالم – الخلق (بالحق).
إذا أمضى الإنسان الذي يطلب طريق الله وسلوك طريق الله ، نصف عمره يبحث عن أستاذ هذا الطريق ويفتش عنه فإنه يكون مصيباً ، لأن الأمر يستحق هذا الاهتمام.. من وصل إلى الاستاذ وحصل عليه فقد قطع نصف الطريق.[رسالة السير والسلوك المنسوبة إلى السيد بحر العلوم/176، الهامش].
يقول العلامة الطباطبائي: نحن كل ما عندنا فهو من المرحوم القاضي، سواء ما تعلمناه منه في حياته ، واستفدناه من محضره أو الطريق الخاص بنا، كل ذلك من المرحوم القاضي.[يادنامه علامة طباطبائي/62]..( كل عطر يتضوع من نسيم السحر فهو من مرور الريح بحيك ).
كان المرحوم القاضي يعطي لكل من تلامذته تعليمات خاصة به طبق الموازين الشرعية، مع رعاية الآداب الباطنية للأعمال، وحضور القلب في الصلوات، والإخلاص في الأفعال.. وهكذا كان يؤهل قلوبهم لتقبل الإلهامات الغيبية.
كانت له حجرة في مسجد الكوفة، وحجرة في مسجد السهلة، وكان يقضي الليالي فيها وحيداً ، وكان يوصي تلامذته بإحياء بعض الليالي بالعبادة في مسجد الكوفة أو السهلة.. وكان قد أوصى أنه إذا كنتم في الصلاة، أو قراءة القرآن، أو في حال الذكر والفكر، فرأيتم صورة جميلة أو أشياء أخرى من عالم الغيب، فلا تهتموا وتابعوا عملكم.
يقول العلامة الطباطبائي رحمه الله: ذات يوم كنت جالساً في مسجد الكوفة مشتغلاً بالذكر ، فرأيت حورية من الجنة جاءت عن يميني وفي يدها كأس من شراب الجنة، جاءت به إليَّ وهي تحاول إثارة اهتمامي بها، وبمجرد أن أردت الإلتفات إليها تذكرت كلام الاستاذ، فأغمضت عيني ولم أهتم.. قامت تلك الحورية وجاءت شمالي وقدمت لي ذلك الكأس، فلم أهتم أيضاً وصرفت وجهي فتألمت تلك الحورية، وأنا إلى الآن كلما تذكرت ذلك المشهد أتأثر لتألمها. مهرتابان/19