عازف الليل عضو برونزي
الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 337 تاريخ الميلاد : 02/04/1994 تاريخ التسجيل : 04/05/2009 العمر : 30 الموقع : azef_allil2000 العمل/الترفيه : عــــازفــــــ الـــلــــيــــل المزاج : اعشق المطر/رومانسي/احب الاصدقاء والتعارف/
| موضوع: يا شيخ شعري.....الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد الجمعة مايو 15, 2009 1:55 am | |
| يا شيخ شعري
الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد "كتبت في رثاء الجواهري، في اليوم الثالث لوفاته"
لا الشِّعرَ أبكيهِ، لا الأبـداعَ، لا الأدبـا أبكي العراق، وأبكـي أُمَّتـي العرَبـا أبكي على كلِّ شمـسٍ أهـدروا دمَهـا وبعدَمـا فقدوهـا أسرجـوا الحطبـا أبكي على وطـنٍ يبقـى الأديـبُ بـهِ ليس الغريـب، ولكـنْ أهلُـهُ غُرَبـا أبكي على النَّخلِ يا من أنـت صاحبُـهُ وأنـت ساقيـهِ قرنـاً مـاءك العذبـا وراحَ حتـى العِـدا يجنونَـهُ رُطَـبـاً وأنت تعلكُ منـه السَّعـفَ والكرَبـا! أبكـي لأهـوارِ أهلـي الآنَ بلقَعُـهـا يبكي فيُبكي بهـا البَـرديَّ والقَصَبـا وإذْ مُهـاجـرةُ الأطـيـار تبلغُـهـا تبكي وتُمعـنُ عـن قيعانِهـا هرَبـا! أبكي الفُراتَين.. هل تـدري مياهُهمـا بأنَّ أعظـمَ مَـن غنّـى لهـا ذهبـا؟ لا "دجلةُ الخيـر" ألـوَتْ مـن أعنَّتِـهِ ولا الفراتُ بخَيـلِ المـوتِ فيـه كبـا كأنَّـهُ لـم يكـنْ يـومـاً نديمَهـمـا ولا أدارَ هنـا كـأسـاً، ولا شَـرِبـا ولا جرى دمعُـهُ مـا سـالَ دمعُهُمـا ولا تنَـزَّى دمـاءً كلَّـمـا اختَضَـبـا يا حاملَ السَّبـعِ والتّسعيـن مُعجـزةً أقَلُّهـا أنَّهـا لـم تَـعـرفِ الرَّهـبَـا لكنَّهـا عُمـرَ قـرنٍ كامـلٍ عـرفَـتْ أنْ تُستَفَزَّ، وأن تُوري الدُّنـا غضَبـا! يُقالُ أرهبُ ما فـي المـوتِ وَحشَتُـهُ نفسي فداك، هل استوحَشْتَ حين دَبى؟! وهل شعـرتَ اغترابـاً فـي مَعيَّتِـه؟ِ قضيتَ عمـركَ يـا مـولايَ مُغتَربـا! وهل صَمَتَّ اضطـراراً، أو مجانَفَـةً؟ أم كنتَ أبلغَ أهـلِ الأرضِ مُنشَعِبـا؟! وهل تُوفيِّـتَ فعـلاً، أم ولِـدتَ بـهِ؟! إنّي رأيتُـكَ مِـلْءَ المـوتِ مُنتَصبـا حتى لقد ضَجَّتْ الدُّنيـا بمـا نَشبَـتْ أظفـارُ مجـدِكَ فيـه لا بمـا نشِبـا! يا شيخَ شعري، ويا شيخي وشيخَ دمي من لي بـأن أفتديـكَ الآن مُحتَسبـا؟ من لي بـأن أُرجـعَ الأيّـام دورتَهـا فأستعيـدكَ بحـراً زاخــراً لَجِـبـا يلـوي يـدَ الرّيـح لا تَلـوي أعنَّتـهُ ويلطـمُ الجبـلَ الجلمـودَ مُحتَـربـا سبعون عامـاً، وللطاغـوتِ رَهبتُـهُ ماراءكَ الناسُ، أيُّ النـاس، مُرتَهبـا بل والجاً كولـوجِ المـوتِ دورَهمـو مُهتّكـاً عنهـم الأستـارَ والحُجُـبـا مُغاضباً مثلَ صـلِّ الرَّمـلِ، مُنصَلِتـاً للرّيح.. لا عطشـاً تشكـو ولا سَغَبـا فـي حيـن بيتُـكَ أغصـانٌ مهدَّلَـةٌ تـذوي، وأجنحـةٌ أبقَيتَهـا زُغُـبـا مُرَفرفـاتٍ علـى الأوجـاع، دامـيـةً وأنـتَ ترنـو إليهـا مُشفقـاً حَدِبـا وكلَّمـا مـالَ ميـزانُ الأب انتفَضَـتْ أبـوَّةُ الشِّعِـر فـي جَنبيْـك فانقَلبـا! قالوا هرِمتَ.. وَعُمري لم أجـدْ هرِمـاً مَـرآهُ يمنـحُ حتـى الميّتيـنَ صِبـا! يا ذا المُسَجَّى غريبـاً والعـراقُ هنـا يَشقُّ قمصانَـهُ فـي البُعـدِ منتحبـا وتصـرخُ النَّجـفُ الثَّكلـى مُروَّعـةً رجـعُ المـآذنِ فيهـا يُفـزعُ القُببـا وأنـت تنـأى فتلَـوي ألـفُ مئذنـةٍ رقابَها، ويضـجُّ الصَّحـنُ مضطربـا! وللجـبـالِ بكردسـتـان نـائـحـةٌ تبكي الينابيـعُ، والغابـاتُ، والرَّشَبـا من بيره مكرون يَمتُّـد العويـلُ بهـا حتى تـراهُ علـى حمريـن مُنسَكبـا! أمّا الجنوب، فيدري الماءُ مـا هجَعـتْ حمريَّةٌ فيـه، أو هبَّـتْ عليـه صَبـا إلاّ جـرَتْ أدمعـاً خُرسـاً شَواطـئُـهُ وجاءها دمـعُ كـلِّ النَّخـلِ مُنسربـا! أبـا فـراتٍ.. أبـا روحـي وقافيتـي وما عرفـتُ لأوجاعـي سـواك أبـا مِن يوم فتَّحـتُ عينـي والعـراقُ دمٌ يُطوى، فتهتكُ عـن طوفانـهِ الحُجُبـا معاتبـاً تـارةً.. مستنـكـراً أبــداً مغاضبـاً.. ساخـراً حينـاً، ومُكتئبـا لكن تظـلُّ علـى الحـالاتِ أجمَعِهـا شَوكَِ العراقِ الذي يُدمي إذا احتُطِبـا! علَّمتنَي مُـذْ شرايينـي بَـرَتْ قلمـي كيـف الأديـبُ يُلاقـي موتَـهُ حَرِبـا وكيـفَ يجعـلُ مـن أعصابِـه نُـذُراً حينـاً، وحينـاً نـذوراً كلَّمـا وَجَبـا وكيف يصعـدُ دربَ الجمـرِ مشتَعـلاً مجانفاً.. عصَبٌ يُدمـي بـهِ عصَبَـا! علَّمتَني كيـف أُهـدي للعـراقِ دمـي شِعراً، وأخشى العراقييـن إن نَضبـا! "من قبلِ قرنٍ لـو انّـا نبتغـي عِظـةً وَعَظتَنَا أن نصونَ الشِّعـرَ والأدَبـا"!
متمنيا ان تنال اعجابكم
__________________ | |
|
sardar ادارة المنتدى
عدد المساهمات : 1121 تاريخ التسجيل : 03/05/2009 الموقع : بغداد المزاج : مابين وبين
| موضوع: رد: يا شيخ شعري.....الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد الخميس مايو 21, 2009 3:46 am | |
| يسلموووووووووووووووووووووو | |
|