منذ كنت في عمر براعم الثمر

منذ كنت في عمر براعم الثمر
أحب مراقبة الأشجار و تأثير حركة الرياح عليها
فإن كان يوم صيف والسماء زرقاء صافية ، سليمة من كل شوائب
رسمت وسط مخيلتي كلوحة علقت على جدار خالية من كل حركة..
و إن انصت بحذر التقطت موسيقى خفيفة تنبثق من العصافير التي اسكنت نفسها في عشها،
أما عن يوم تنهب فيه الرياح كل كسوة خضراء اعتلت تلك الأشجار ..
فإني أشهد معركة وصراع وتشتد تلك المعركة حينما تصر على أن لا تبق على أية ورقة ..


ولكن لابد من يوم يوازن مابين هدوء الريح و عصفها ، فتتخلل النسمة الأغصان و تتلامس مع الأوراق كرياح صباح على خد فتاة صغيرة...
هذه حال الأيام في حياتنا فيوم صعب
ويوم هادئ
وواحد ممتلئ بالمهمات ..
و آخر يكسوه صمت الفراغ..


كما حالها كما حال أحلامنا وطموحنا ، يوم ننازع لنصل لحلمنا ،
وتارة يخفت في داخلنا الأمل كضوء شمعة انطفئ فجأة وتعطلت به اهتماماتنا ..

بل هو كشجرة،،،
في البداية :
كانت بذرة في يد الفلاح من شأنه أن يزرعها أو يحتفظ بها أو تذروها الرياح...

فإن زرعها فهي تحتاج للرعاية لتنمو وتكبر ،
فإما هي كبرت وأورقت و اينعت ثمارها ،،
و إما هي كانت بخيلة فلم تثمر ..
أوكانت شجرة ضعيفة لم تتحمل الظروف المناخية فجفت وأصبحت عصا خاوية ..
أو طفل مشاغب رأها وقد تفتحت أزهارها فوق أغصانها ، فاقتلعها ورماها بعيدا لتجف لتفقد خضرتها ..




إذا كان لنا طموحا و أملا فعلينا أن نهيئ له التربة الصالحة لزراعته ،
والرعاية الشاملة و الملاحظة والمتابعة الدائمة حوله ، فلا تحبطنا قوة رياح الانتقاد أو التحطيم ،،،
ولا ننكسر لقسوة المناخ المحيطة ، فلا أقول لا أستطيع ،وهذا شئ سابق لاأول له .........

بل أتمسك به و أحيط حوله هالة من الأمان ،
و إن قهرت وداست الأقدام الكبيرة بذرتي ..
أو شجرتي الصغيرة ...
لم أكتف وأجلس ..
بل أزرع بذرة أمل أخرى ولو كانت بذرة من نوع آخر.....
فربما كانت تلك البذرة من توصلني لأعالي السحاب.