شتاء الذكريات يا حبيبتي
تلبدت في السماء غيوم كثيره لدرجه تجعلك تخال ان النهار ليلا.....في الافق لاحت للناظر بوادر عاصفه قويه من رياح وامطار غزيره....فمن المؤكد ان نذير العاصفه قد تجلى في الغيوم السوداء....وضوء قد ملأ السماء هو برقا....صوت قد دوى صارخا نعم انه الرعد الذي يسبق عاصفه من الامطار......انه الشتاء الجميل رغم ما يحمله من قسوه...كانت تجلس خلف نافذه غرفتها الصغيره....تلتصق بوجهها الدائري البريء بزجاج النافذه......فلشده ما أحبت الشتاء منذ نعموه أظفارِها كانت تحن لشتاءها الجميل.....تنتظره بفروغ صبرها القليل....وعلى تلك النافذه جلست تنتظر تساقط قطرات الامل...قطرات المحبه....لتتلقفها بيديها الناعمتان.....فتشعر برطوبه ماء السماء فوق أناملها الرقيقه.....وعند أوج فرحتها العارمه كان سقوط اولى قطرات الغيث.....تاه فكرها وأخذت تمعن النظر في الافق البعيد...فذكريات جميله خلت وكانت للدهر فريسه..ووجوه قد لاحت في سماء فكرها ومخيلتها..فلطالما احبت هذه الوجوه وكم من لحظات امل وفرح قضتها بصحبه احبابها اللذين مضوا..كما يمضي العمر وتدور عقارب الساعه...فيا لها من ذكريات جميله بقدر ما تحمل بين طياتها حرقه وغصه تسكن فؤادها الكبير المليء بمحبه الحياه ومحبه الانسان..الم تجرعته قديما حتى سكن ذاتها فكانت لحظات فراق مؤلم لا يستطيع القلب تجاهلها ومسحها من ذكراه..من نفس مخلصه قد فاق وفاؤها كل مقاييس زمن الغربه ودنيا العجائب تلك التي صنعها البشر وشيدوا لها ابنيه باتت حواجز تفصلهم عن انسانيتهم وتقتلع الرحمه من قلوبهم..وقد باتت انانيه الانسان تفوق طيبته...يدوس على كل المشاعر كي يكون الأنا القاطن في غريزته هو اّمره وناهيهُ...فها هو صوت عظيم يهدر في السماء ليوقظ فتاتنا الوحيده من شرودها في الافق..وينبهها ان صوت الله أعظم واقوى من اي شيء اّخر...ولكنها استاعدت وعيها وبسرعه تاركه افق الذكريات واحزان قد اضحت منها في ألفه وموده..فهو شعور قد بات ملازم لها وانيسا لوحدتها..فلندع ذكرياتنا تزين صناديق ذاكرتنا وزوايا روحنا..فانها رغم استذاكرها لاحزاننا الا انها تبقينا وتدفعنا الى الامام دوما وهي من يمد لنا جسور نتلاقى عبرها مع عالمنا الاّخر وماضي جميل.