السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدت لكم مع موضوع يخص الكيمياء ويرتبط بحياة الناس
هذه مقارنه جميله بين مادة الفحم (الرخيصه) وتركيب الماس (الغالي)
والغريب ان كلا التركيبين ... الفحم و الماس
لا يختلفان عن بعضهما من حيث التركيب الكيميائي !!!
..فالفحم يتكون من ذرات الكربون الصغيرة والمترابطه...
وكذلك الماس يتكون من نفس ذرات الكربون الصغيره والمترابطه
.. إلا أن الفارق بينهما كبير ..
تماما مثل التشابة البيولوجي بين البشر...وكلنا يعرف هذه الحقيقة...
. بينما الفروق بينهم تملأ آفاق السماء ..!!
تقول الحقائق العلمية أن الفحم والجرانيت والماس
كلها صور من صور ذرات الكربون المترابطه
.. الا أن الفحم يتكون من ذرات متباعدة وغير مترابطة!!!
ويستخدم في الحرق لتوليد الطاقة ..بينما يستخدم
الجرانيت في صناعة أقلام الرصاص
..أما الماس فيتكون من ذرات الكربون المترابطة
ترابطا شديدا ومنتظما . وهذا سر جماله وكماله!!
.ترابطا يجعل لشكله تكوينا بلوريا في باطن الأرض..
مما يميزه ويؤهله لان يكون وبجداره سيد المجوهرات
..فالجرام الواحد منه يساوي أطنان من الفحم ..
إن نظرة متأملة لتلك المعلومات البسيطة تجعلنا نرى
بعض البشر يشبهون الفحم في هشاشة تركبيهم الأخلاقي
وضعف مبادئهم و نفوسهم .. بينما يتلالأ البعض
الاخر كالماس!!!! وتسطع أرواحهم البلورية لتضئ العالم من حولهم ..
هذا الانسان " بطبيعته الماسيه" مترابط التكوين
كذرات الماس المتماسكة بشدة ..يتمسك بمبدأه تمسكا كاملا ..
.فيزداد صلابة وفي ذات اللحظة يزداد نقاء
وصفاء ولمعانا وتميزا .
.فيقترب أكثر ما يكون من الماسة الصلبة والشفافة ..
وهذا ما يرفع قيمته عند الله وعند الناس
..
و يختلف الماس كثيرا في صورته الخام -عند استخراجه-
عن الصورة التي يكتسبها بعد النحت والتشكيل ..
إذ يفقد نحو 65% من وزنه أثناء عملية صقله وتهذيبه وتشكيله .
.ليخرج بعدها آية في الروعة والجمال ..
.. في تشابه رهيف لما يحدث لروح الانسان المجاهدة
حين تسعى لترتقي وتعمل جادة لتزيين العقل بالمعارف
العالية والقلب الطيب ...بالعمل والتقوى والعبادات ..
فتفقد كل ما يشينها ويقلل من قيمتها وتبقي على كل
ما يرفع قدرها مصداقا لقول الباري عز وجل
" قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها"
والانسان يمر بمراحل من التطور والنمو ..
البعض يتوقف عند مرحلة"الفحم" ..
والبعض يواصل النضال حتى يصل لمرحلة " البرلنت"
وهو أغلى أنواع الماس لأنه الأكثر صلابة ونقاء وصفاء معا .
.ويمتاز بقدرته على نشر الضوء وانعكاسه عليه ..
كالانسان المعطاء لا يضئ حياته فحسب بل يتعدى
ذاته لينشر الضوء ويوزعه على من حوله
..لهذا فهو من أنفس المعادن ..
ومن فئة البشر " البرلانت" هذه ظهر الأنبياء والمرسلون
والصالحون والمصلحون اصحاب النفوس العاليه
والقلوب الطيبة المضيئه في كل زمان ومكان ..
وبقيت ذكراهم كما الماسة تسطع بأضواء تنقلنا إلى
عوالم ولا أروع ..
عوالم من الجمال والكمال ... !!